Saturday, December 18, 2010

ما هو مين بيدفي الروح بكوفية ؟؟

.

.

.. واحدة وتلت

.. الناس سهرانة لواحدة وتلت

.. و انت مسافر

.. خيط البرد ف قلبك تكتك

.. واتجمدت

.. مين بيدفي الروح بكوفية

والبنادول لصداع الدنيا

وتقابل م الخلق دى مية

جم حاوطوك

.. بس انت بردت

واحدة وتلت

..

بتقابل فى بلاد الخالق .. خلق كتير

حتى الـ أهلاً .. طعمها غير

و اللى بيمشى معاك مشاوير

ميونسش

.. عارفك زهقان

.. لتصاحب خلق يجدوا عليك

.. و الباقي ف روحك

.. مايكفيش حرب استنزاف

خايف ؟؟

.. طب مين فى العالم مش بيخاف

الناس مخلوقة بكوم حواديت

ومرور العمر قصص تنقال

والسيرة انفضت من بالك

مبقاش فيك حيل تعرف .. مين قال

أو مين كان إيه

أو تسمع عمره بيحكيه

أو حكى بقية الناس عنه

ما هو قبله صحاب

مروا فى حياتك ماستنوش

ساعة ما ندهت .. طب استنوا

.. كان العقرب

على واحدة وتلت

..

..

نشرت لهيثم دبور في المصري اليوم بعنوان : واحدة و تلت

Friday, December 17, 2010

الآنية تنضح

.
.
.
لماذا تتطلعون الي السماء دائما ؟؟
.. ما قد تروي
.. بأرض لم تعد تنبت سوي السفلة و الحمقي و الأفاقين ؟؟
.. صندوق هي الديمقراطية ؟؟ .. نداءات الابواق مفتوحة ؟؟ .. أعداد الأصوات الصحيحة ؟؟
.. ألف لتر وقود لن تحرك الموتور الفاسد .. و الف كلمة لن تسمع الصم .. و أطواق النجاة لن تنقذ من لا يجيد السباحة .. و كتب الدنيا لن تنفع من لا يعرف القراءة .. و القراءة لن تنفع من لا يعرف الفهم .. و الفهم لن ينفع من لا يريد العمل .. و الارادة لن تنفع من لا يعرف الغاية .. و من لا يعرف الغاية لن تنقذه السماء أبدا
.. من يهمه الأمر حقا لن تروعه مسارح العبث المبتذلة .. و لن تمسخه القسوة مسخا يلتهم البشر .. و لن يجرفه الجهل لمدارس التطرف المجانية .. و لن يحيله الخوف قعيدا حائرا مدافعا طول عمره .. من يهمه الأمر حقا .. سيتمكن من الاستيقاظ مبكرا في يوم تال .. سيكتشف في الصباح ساعة لم يعشها من قبل أبدا .. سيكتشف في عقله بابا لم يطرقه قبلا .. سيغض النظر عن أحكام الماضي المنسوخة .. و سيفتح نافذة التسامح علي كل ما كان .. سيتسائل عن آخر مرة .. كان له فيها ضمير .. آخر مرة عمل بجد .. آخر مرة قال فيها الصدق .. آخر مرة كان يري فيها .. معني لأنشطة اليوم المكررة .. و اذا وجد غاية في ذلك كله .. فسيطمئنه أن يتسامر مع أولاده بعد عشاء الليلة .. و أن يخبرهم عن شئ ما استحق كل ذا العناء .. أو أن القصة كلها لم تكن حقا لشئ .. سيقرر أن يكون شجاعا حقا .. و عندما يكون شجاعا لمرة .. و عندما يربت علي وجناتهم قبل نومهم .. سيكون آملا .. أنهم يوما ما .. سيعرفون القراءة
..
..
في ذكري نوفمبر عادي يفوت

Thursday, November 25, 2010

الخوف أو الجنون



و الله يا اخي انا باحسدك عشان عارف انت عاوز ايه بالظبط .. يعني تكيييف و دش و نسوان و مفيش مانع من سيجارتين الحشيش معاهم كمان .. اهو انا بقي عمري ما عرفت انا عايز ايه بالظبط .. طول عمري بارضي باللي بتديهولي الدنيا حتي لو كان قليل .. و اللي بتحوشه عني بازهده .. باستغني عنه .. ماعرفش ليه .. او اقول لنفسي معلش.. اللي مجاش النهاردة يجي بكرة .. بس من كام يوم كده بصيت علي وشي و وش يحيي في المراية لقيتنا كبرنا .. كبرنا يا سامي و الدنيا مدتناش اي حاجة .. تفتكر البلد دي معندهاش حاجة تديهالنا و لا احنا اللي مش عارفين ناخد منها حاجة ؟؟

.. هه طب و تفرق ايه ما كدا كدا محدش واخد منها حاجة

.. لا تفرق .. لو العيب فينا يبقي ما تفرقش البلد دي عن غيرها .. انما لو العيب في البلد يبقي مش عيب اننا ندور علي بلد تانية .. صح و لا لأ ؟؟

.. عارف يا يوسف الفرق بين البلد دي و غيرها .. ان البلد دي محجوزة بوضع اليد لناس تانية وانا و انت ايدينا مش طايلة .. و عشان كده ملناش ف خيرها نايب .. و اللي انت بتسميه زهد دا انا باسميه تكيف .. تكيف مع الظروف .. مستغني عن ايه يا يوسف .. عن انك تحب و تتجوز .. و يبقي عندك بيت و عيال و شغلانة محترمة .. و احساس بالامان .. مستغني عن ايه ؟؟ .. هه امسك امسك خد نفس عميق و اتكيف
..
.. بقي دا كلام ناس عاقلين
.. يا ستي معلش خديني علي قد عقلي
.. لا خليهلوك اما انا احب امشي بعقلي انا
.. انتي عارفة يا جميلة ايه اللي تاعبك .. انك بتحسبي كل حاجة .. مش كل حاجة بتتحسب .. جربي مرة تخرجي من غير متبقي عارفة انتي رايحة فين جايز رجليكي توديكي لحاجة احلي بكتير من اللي في تفكيرك ..
..

اصل لما الاسانسير عطل و فجاة لقيتك في حضني .. حسيت ساعتها انك بتاعتي وان انا مسئول عنك .. و لما شفت يوسف و جميلة في الفرح اتمنيت اننا احنا نكون مكانهم .. بس ساعتها افتكرت ان احنا لسه بقي لنا مع بعض نص ساعة .. مكنتش اعرف حتي اسمك .. كنت عايز اقولك تتجوزيني بس قلت هتقول علي مجنون .. احنا دلوقتي بقي لنا11 ساعة مع بعض .. يعني ممكن اقولك تتجوزيني و لا برضه هتقولي عليا مجنون ؟؟ .. انا عارف اننا علي باب الله و اهلي كمان علي قد حالهم .. بس مش عارف ليه حاسس اننا متفاءل .. او مجنون !! .. انتي وذوقك بقي ..
..
هو انتي صحيح بتعرفي ترقصي زي ما ماما بتقول ؟؟
.. ايه اللي انت بتقوله ده ؟؟
ايه انتي نسيتي ان انا جوزك و لا ايه ؟؟
لا انا منسيتش انت اللي نسيت يا يوسف دي تمثيلية و ارجوك متقلبهاش بجد
.. ليه مقلبهالش بجد ليه .. مهو يامة افلام كتير البطل فيها حب البطلة بجد .. عارفة ليه ؟؟ .. عشان في الحقيقية هو مش بطل .. هو بني آدم ..
يقترب يوسف .. يكاد يقبلها .. فتدفعه بقوة و تصرخ .

.. لا
.. ليه ؟؟
.. عشان .. عشان بحبك
.. و اللي بيحب حد يعمل فيه كده ؟؟
.. اصل دا مش لازم يحصل
.. ليه ؟؟
عشان انا لازم اسافر
.. طب محنا هنسافر مع بعض
.. طب و لو الهجرة مجتش ؟؟
طب و ايه يعني ما احنا برده هنبقي مع بعض
.. مع بعض ازاي يا يوسف ؟؟ .. فين و بايه ؟؟ .. بالميتين جنيه اللي اديهملك النهاردة .. و لا بالمية جنيه اللي هيدوهالك لما يمشوك ؟؟ !! .. فوق يا يوسف الافلام حاجة و الحقيقة حاجة تانية
..
ترمي الطبق من يدها بعنف تصرخ مع الشظية التي طالت عينها .. يهدئها يوسف و يبل يده بقليل من الماء ثم يدلك جفنها المقفل برفق و نعومة
.. فتحي
.. تفتح جميلة عينيها علي وجه يوسف الحنون الدافئ يبتسم لها .. و يستسلم الوقت في عينيها أخيرا .. يتهاوي جدارثقيل متداعي .. فينكشف عن طفلة صغيرة ترقص منتشية كان لا نهاية للعالم و لا وجود للخوف .. و يعرف يوسف في هذه اللحظة .. طريقه سهلا أخيرا الي شفتيها .. و يطاوعه جسدها فيلبي جسده .. و تسقط الأستار عن الروح المنهكة التي لم يفسدها طول الانتظار .. و تنفذ جميلة الي العالم الذي طالما راوغته .. فيمتزج شئ ما في بقعة غير معروفة لعالم الاحداث اليومية الجارية بآخر.. تفاعل ما مهول يدور في طبقة خفية من طبقات الكون يتكشف .. ديناميكيا لا تفسرها علوم الدنيا كلها .. جسد ضعيف ينقذ روحا مأزومة .. و أقصي درجات التعري تعانق ألذ درجات الدفء .. الاثنان يصبحا واحدا و الواحد يصبح الكل .. تفتح جميلة عينيها و يري يوسف ذاته أخيرا .. فتصبح اللحظة اقوي من كل الكلام الذي قيل و كل الاحلام التي تاهت و كل الحسابات التي لم تحسم .. تصبح اللحظة اعلي من القلق و أقدس من الحياة و اقوي من الوجود ذاته .. تصبح معجزة خارقة مذهلة خارج نطاق الفكر.. و اعجب من ان يعني منطق او ينهش خوف .. و عندما يستلقي يوسف علي ظهره و تنكمش جميلة علي جسدها و اناملها تدور علي الحلقة المعدنية في بنصرها الايسر لا احد يعلم يقينا .. لمسا أمانهما للتو .. فهل قهرا الخوف أبدا .. أم أن الوحش المترامي رابض في أعماقهما متمكن لا زال كأنه ينظر اليهما من عل ساخرا و يقول : أنا أحويكما .. أنا الكل .. الفئران تلعب و تركض و تعبث .. ثم تتخبط .. داخل المصيدة .. فأين المفر .. أين المفر ؟؟



Friday, November 19, 2010

الشئ في ديسمبر

.
.
.
العالم نصف باهت خلال اسمك المحفور في بخار ماء طبعته انفاسك علي الزجاج .. رجفة اناملك المباغتة تلذع قلبك فتهرب يدك الي دفء جيبك المحتمل .. و شعاع شمس وحيد يداعب جبهتك اذ ينسل مجاهدا عبر السحب المتماسكة في عناد .. أهذا هو ؟؟ .. ما قصة ديسمبر ؟؟ .. و كيف حسبتهم حمقي اذن .. من يتلهفون علي صفحة الأبراج في الجريدة .. و من يرون الدنيا في بريق خرزة صماء .. و من يصدقون أن ألوانهم المفضلة حتما ستجلب الحظ السعيد .. أي حماقة اذن .. و لست حقا سوي أحمق آخر .. يصدق أن ديسمبر ساحر موسمي مجهول .. يصبر علي الجحيم الي حدود .. ليبدل الدنيا بعصاه العجيبة .. ماذا فيه ؟؟ .. و انا أكره قدومه السريع .. حتي لا يذهب سريعا .. و يتركني مجددا أواجه عاما ثقيلا جديدا .. ألأني أحب النقاط الفاصلة اذن .. أحب التحولات .. أن تنتهي قصة وتبدأ أخري من قلبها .. و أتمني لو تدوم نقاط الحبكة حيث الصراع يبلغ أشده .. و آسَفُ لرحيلها تاركة بقايا السرد النمطية .. ما المميز بديسمبر ؟؟ .. الاشكال الغامضة يرسمها بخار انفاسك في صباح قارص ؟؟ .. الشبورة تبتلع انصاف الاشياء في قلبها ؟؟ .. و " البرد " .. "البرد " يزكم انفك يؤرق لمسات الهواء المجاهدة لانعاش رئتيك .. و عيناك الني نسيت مذاق الدموع تبتل قسرا .. فتري الدنيا من جديد متراقصة خلف امواج الملح التي ابتعثت الشجون من قلبك .. أديسمبر هو الموج ؟؟ .. هو لا يكون هو بغير بحر .. و انا كنت وحيدا هناك آخر مرة .. فقلتَ أني متشرد مجنون .. و آخر مرة كنا معا هناك امطرت .. قبل أن نصل قهوتنا في الازاريطة .. قلتَ لي مبهورا : تمن أمنية .. و عندما سألتني و نحن ندخن علي المقهي فقلتُ لك : لا لم أتمن .. قلتَ أني أبكم .. سأعيش و أموت .. .. لكنك يا صديقي الذي يجري فيَّ كدمي لا تدرك كل شئ .. أفكر كالعجائز و أحلم كالاطفال و أتصرف كالمراهقين .. أين هي الحقيقة فينا .. و ما اللغة التي تنطقها الأحلام ؟؟ .. يا صديقي نحن لسنا بكما .. لكن الكون أحيانا لا يفهمنا .. و لا يمكنه أن يسع أمنياتنا البسيطة .. تافهة هي كرذاذ ينبوع يرطب مسامك في صحراء قاحلة .. سحيقة هي كطموح يري أفقا لا يبلغه أبدا .. مارقة مجنونة .. تدهس جسور الواقع تعبر بها الي خلودها الكذاب .. عظيمة هي .. تضرب في أرجاء الكون و تبلغ مداه ثم تسقط .. في هوة مخيفة معتمة من الحيرة و القلق و الضياع .. و لا يفهمها الكون أبدا .. و علي هوله لا يستوعبها .. المحيط شاسع .. يضرب المدن و يبتلع المراكب العظيمة .. لكن .. ما الذي يدريه عن أحلام البساريا الصغيرة ؟؟ .. ألف محيط لن يحووا الدموع .. و ألف نهر لن يرووا الظمي .. و ألف ليلة لن يكفوا لأحكي لك .. و ألف حكاية لن تكفي لنصل حقيقة واحدة .. فلا تلق بالا .... ذاك الخائف أنا لا زلت .. خائف من التصريح .. عاجز عن البوح .. فيا صديقي الذي يجري في كدمي .. لا تلمني .. و لا تؤمن بأن ديسمبر ملائم للانتحار جنونا ؟؟ .. صغيرون جدا نحن لنعلو علي حماقاتنا الصغيرة حتي نجابه هذه الحكمة .. أو قدرنا أن نشق الطريق من أدني أدناه .. و مأساة أننا نتسرع .. نندفع - نصف مختارين - فنسقط سريعا .. ثم نظل نبكي علي ارواحنا المشروخة و خدوشها التي شوهت مذاق الأيام .. و أثقلت الرحلة بذكري بغيضة تنحرفي القلب المصدوع .. فحذار من التلهف الذي يطفئ شموعنا مبكرا .. و يتركنا في ظلماتنا نتخبط .. لا نعود أدراجنا أو نقدر علي مواصلة الصعود .. لا .. لا تزهد .. لكن أبق بعضا من حبك للغد حتي لا تخبوسريعا .. ولا تدع بريق الشهوة يخطفك فيطفئه لهث انفاسك المنهومة .. ثم تموت مللا كل يوم .. نحن تافهون علي كل هذه الحكمة .. فاصبرعلي ذاك الدرب .. مد يدك .. استند .. و دعنا نحفر ينبوعا جديدا في صحرائنا و نبتهل .. حتي يوم نضارع فيه شيئا من حكمة الكون الجبار ..
..
أصحيح أن ديسمبر يصادق الاكتئاب ؟؟ .. ديسمبر ليس مفكرا عجوزا و لا مكتئبا يائسا صدقني .. ليس وعدا أن شوارع قديمة ستتلون مزهوة مرحبة .. وليس واقعا أن احلاما مطمورة ستصحو من سبات .. الصدق أني لا أدرك حقيقة ما أرغبه فيه .. فقط أنتظره مشتاقا .. و أكره رحيله السريع .. ربما هو النهاية ترسم البداية القادمة .. و ربما هو الألوان الجديدة تجعل العالم مدهشا مرة أخري .. أوهو حلم سحري كاجنحة الفراشات الزاهية .. أخبرني أنت عن سر برج حظك او معني خرزتك الملونة الأثيرة .. لستُ سوي أحمق آخر معترف .. يفكر كالعجائز و يحلم كالأطفال و يتصرف كالمراهقين .. قل أنها مصيبة ذاك الضياع لكن .. أين الحق فينا ؟؟ .. شطوط الحقيقة تراوغ البصر فارحم عقلك من الابحار و دع مراكب القلق بلا ربان .. و تأمل .. بعيدا عن ضوضاء مدينتك المفزعة
... اختبئ تحت غطائك الوثير في ليلة في أواخر ديسمبر .. ثم استرخي كطفل اشبعته حدوتة قبل النوم بعد يوم صاخب
.. تمني عودة سعيدة لرذاذ الأمطار العزيز
.. ستنقذ حب حياتك المتداعي غدا أيها المغامر .. فلا تقلق
.. و حتي يأتي ديسمبر جديد
أغمض عينيك

Monday, October 25, 2010

اللحظات التي لا تسبق الجنون


لم اكن اعرف ما افعله
.. كنت قد انتهيت من عملي مبكرا و الوقت ظهرا .. متعب مشتاق للنوم .. اضعف عن مواصلة الطريق للعتبة .. محطة رمسيس مزدحمة .. ليست ذروة الزحام .. لكنها مزدحمة .. و لا أعرف ما أفعله .. عقلي مرتبك و جسدي منهك .. كأن روحي في عراء مسلوبة .. لا ادري كيف انتشلها و لا اقوي علي خلاص طردها.. العمل ينسي اوجاع الروح .. لكن ما تفعل اذ ينتهي .. و انت في المصيدة .. لماذا لا اتحرك .. كيف الخروج ؟؟ .. كل هذا الزحام .. و فوضي الضوضاء هذه .. أما من نهاية ؟؟ .. لا اضع النظارة .. ضباب يغلف الصور .. وهالات باهتة تحيط بالخطوط .. تمل من وضوح الرؤي أحيانا .. الفتاة علي طرف الصف .. أعرف أنها منتظرة .. اصبحت خبيرا في كشف المنتظرين .. و من أول نظرة .. ياتي القطار الاول .. ثم الثاني .. ثم الثالث .. دائما زحام .. وقوف و جلوس .. و من يركبون العربات .. يأتي أضعافهم من مداخل الرصيف .. و يزداد التكدس .. التكدس ؟؟ .. عندما لا تبدأ في مواعيدك .. تنتظر كثيرا .. و تتحرك .. تتحرك .. لكن متأخرا .. العالم ليس معضلة كما تتصور .. و خطاك لن تلوث الطرق اللامعة .. و الحل الصحيح ليس مهما .. تتحرك .. لكنك تتأخر .. و الاتربة تتجمع علي الاسطح المهجورة .. ترفع اثقال اليوم .. و ما تركته من الامس ؟؟ .. ستسقط .. او تضع اثقالك .. ستواصل متخبطا .. او تنتظر .. تنتظر ؟؟ .. المشكلة كيف يبدأ الأمر ؟؟ .. او يعجبنا أن ننسب النهاية للبداية دائما ؟؟ .. كيف ينتهي التكدس اذن !! .. كيف نتحرك لو استسلمنا .. شريط الزمن هو العابر .. فلا تغفل .. أنهض حتي بائع الجرائد و اعود .. هي بعد جالسة .. حتم ان يطول الانتظار ؟؟.. او أنهم يجيئون مبكرا دائما .. أيلذ للبعض ان يعاني مخافة الحرمان ؟؟ !! ..
..
الصفحات صفحات .. لا شئ سوي مزيد من الملل .. طرق القتل الشاذة ابتكرت كلها .. و السرقات كلها حدثت .. و الجنون جاوز ابشع الخيالات .. فهل تكفي تلفيقاتهم التافهة لقتل الملل .. ألا يتعبوا من التراشق بالاحبار .. و سناء البيسي تثرثرعن نفسها .. البعض تجعلهم البساطة كبارا .. و بعض الاطفال لا يشيخون ابدا .. و من تفوح منهم رائحة التراب يكفوك عن سماع عشرات الاناشيد .. و الحكايات العادية .. أحيانا تغلب الملل .. 7 مليون جنيه سنويا لملابس العاملين بالهيئة لا يرتدونها ابدا .. و كمية خضروات جديدة ستضخها الحكومة لمواجهة الغلاء .. وحسام البدري لا زال مصرا أن حكما مرتشي هو من اطاح بفريقه .. الجنون فاق الخيالات فما الجديد الذي قد يأتي .. بالامس قال وزير التجارة و الصناعة .. أن المشكلة في نقص العرض مع زيادة الطلب .. وظيفة الحكومة ان تعمل لزيادة الطلب .. ان تضمن : تضمن تيسير وسائل وفرته و انتشاره .. ان تشجع : تشجع كل من يريد العمل ليعمل .. أن توجه : توجه من يريد العمل لانتاج الطلب العزيز .. قال ان القطاع العام لا يباع .. انه مساهمة الكل .. و الواجب ان تزيد مساهمة الكل باي وسيلة .. تأجير الاصول مثلا وسيلة .. تأجير الاصول .. حل ليبرالي بديع لمواجهة التضخم عند الكبار و الفقر عند الصغار .. يجعل الكل سعداء .. فقر المال هو او فقر العقل ؟؟ .. فقر الروح كل هذا الملل ؟؟.. في أي مبدأ لليبرالية يمكن تأجير الارواح التالفة !! .. انت رغبة و حريتك تملك .. و المجتمع ضرورة كي لا ننسف بعضنا .. لم لا يمكنني النهوض من مكاني و ركوب القطار الخامس ؟؟ .. في أي صفحة يوجد الحل؟؟ .. و الرجل الي جواري يسألني لأنه لم ينتبه : المرج الجديدة أو القديمة .. لا اعرف .. لماذا اعرف النهاية اذا كنت سانزل منتصف الطريق .. لم ينتبه أو لا يريد الذهاب ؟؟.. أم هو لا يعرف : أن كان يريد أن يذهب أم لا ؟؟ .. 7مليون جنيه تدفعها الهيئة لشراء الملابس .. و لا احد يلبسها .. اين الملابس ؟؟ او لماذا لا يرتديها العاملين ؟؟ .. ما المهم ؟؟ أو لا توجد انتهاكات أخري اليوم ؟؟ .. ما الذي بقي بلا انتهاك .. اضغط بعض الازرار من سريرك .. الن يكفي العنف و الدم .. الن يكفي الهزل و العري .. ألن يكفي الكذب و النفاق .. و أعداد لا تنتهي من السفلة ؟؟ .. سيل المعلومات و الصخب .. ألن يكفي ؟؟ .. وما من نهاية أبدا ؟؟ .. أين عقلك الآن ؟؟ .. فكر لحظة .. وسيجرفك سيل الضوضاء لتنتهك ألف مرة في اليوم .. فكيف أنت ؟؟
..
.. الجنون فاق الخيال .. لكن للنهايات بدايات .. لا شئ يبدأ فجأة .. كل خطوة مرسومة و كل خطوة بلا هدف .. كنت آمل أن نصيرا هناك هذه الليلة .. لكن .. لا معاني بعد لكن .. بروفة باردة .. اضافة البرود للبرود لا تخلق مصطلحا جديدا .. لم افهم عما افتش حتي جائت .. لم تحضر آلة العود خاصتها .. بل جلست بمفردها علي القاعدة الخشبية في مواجهتم .. تدق باناملها احيانا علي الخشب مع النغمات .. و تنظر من حين لآخر لأحدهم خاصة .. و تنظر للمدرب معظم الوقت .. ترتدي تيشيرت برتقاليا هادئا كأنه مع الاضاءة يمزجها مزجا بالمكان .. و ملامحها الدافئة الكابتة الهادئة تضيع احيانا عندما تشيح بوجهها خلف خصلات الشعر المتموجة المبعثرة تنوب عنها في الانفجار .. و .. و البروفة تنتهي .. و يتحرك الجمع .. يتحرك المشهد .. و تلقي الفتاة فتاها .. تصبح منتظرة أخري عادية جدا .. كل شئ ينتهي .. رغم فتاة سمراء اسبانية الشعر ترتدي البرتقالي هناك .. ينغم صمتها نقرات اناملها الرشيقة و تغافل عيناها الملهمتين وجهها الهادئ .. و يعصف لغز الحياة العبثي بروحها الهاذية بين أوتار عود .. أي شئ أبقي .. أي مشهد أخلد .. لكن كل شئ ينتهي .. حتي الفتاة في نهاية الصف تنهض أخيرا .. و تتحرك مع رفيقها مبتعدة علي الرصيف .. انتظار آخر انتهي .. يضيعا مع كثير من العابرين ضاعوا في طريقهما .. الزحام يخبو .. عجيب .. الوقت ذروة النهار .. و المحطة رمسيس .. لكن لحظة جائت أخيرا .. يخبو الزحام .. و يصفو الذهن .. تنحسر اختيارات الرؤية .. الهالات الباهتة تحيط الخطوط الجامدة ..الرجل الي جواري لا زال جالسا .. قد يركب اي قطار دائما .. و يبقي لديه احتمال ان يصل المرج الجديدة .. و لو لم يكن فلينزل المحطة الأخيرة ..و ينتظر قطارا تاليا اليها .. لكنه لا يبادر أبدا بالفعل تاركا للاحتمالات حساباتها .. لا يريد او لا يعرف ؟؟ .. ابواق الانذار تدق .. والقطار القادم يقترب .. مثل الامطار بعد حريق في الغابات فاتك .. الزحام انتهي و البدايات البيضاء تبدأ .. لكن لا بدايات بيضاء أبدا .. لكل بداية بداية .. و الخطوات مرسومة .. و لمسات اليد المنسية لا تطيح بنا وحدها .. القطار جاء .. و فيه ما يكفي للشعور بالدفء دون الاختناق .. احب هذه القطارات .. و لطالما انتظرتها .. كاني اجد شيئا كان تاه مني .. كاني احضن عزيزا بعد طول غيبة .. كان قبضة حول قلبي تنفك .. كان للهواء في صدري مذاق لذيذ .. كيف و لم ؟؟ .. الجنون فاق الخيال و الغبار يطمر الاسطح المهجورة و الدنيا منتهية لا محالة .. لا يهمني .. لا يشغلني الآن شئ .. أعرف ما أريده الآن .. ألا يكفي هذا ؟؟ .. انظر الي الرجل الي جواري : دا المرج الجديدة
!!
.. ينظر الي .. ثم الي القطار بلا انفعال .. و يرجع لي عينان حائرتان
.. ألتقط الجريدة و الحقيبة و أنهض
.. أتركه خلفي و أتقدم ..
و أركب القطار

Monday, October 11, 2010

البداية

لكي تكتب جيدا أنت بحاجة للتركيز
.. و لكي تركز أنت بحاجة للاتزان
.. ولكي تتزن أنت بحاجة لازاحة التوتر الذي يثقل ذهنك
.. و لتزيح هذا التوتر أنت بحاجة لافراغ الشحن الذي يولده
.. و لافراغ هذا الشحن أنت بحاجة لبذل بعض الجهد المقابل خارج دوائر ذاتك
.. بحاجة للتضحية ببعض استقرارك السلبي لعمل أشياء لا تحبها ربما غير أنها قادرة علي امتصاص شحناتك الضاغطة
.. أشياء لا ترضيك بالضرورة بل تخدم وضعا ما او شخصا ما
.. او ربما هي لا تحقق شيئا علي الاطلاق
!!
.. و عندما تبذل بعض الجهد في سبيل ما لا تريده او تحبه
.. ستصبح قادرا علي كسب ما تريده و ما تحبه
.. فتحب و تعمل قليلا
.. و عندما تحب و تعمل قليلا
.. لن تعد بحاجة للكتابة

Tuesday, September 28, 2010

عن الطرق الملتوية الي النور


من فترة طويلة لم أحيا مثلما عشت في سبتمبر
..
.. لم ينحرف مسار حياتي .. لم أعرف من أهبه عمري القادم .. و لم يغادر الحزن قلبي
لكن .. في أوقات أذكرها بالدهشة .. تغربت عما مضي .. تحررت من حروف الرجاء و افعال الماضي
عملت كثيرا .. ليس كما .. بل نوعا .. تحركت .. و جربت .. و اختبرت .. و وجدتني أختار .. أعرف اختياراتي .. و أري ذاتي .. بصرف النظر عن الحزن
..
.. يتجاهل فرويد الظروف الخارجية و يخترق اعماقك ليصل الي العطب داخلك و يواجهك به لاصلاحه ..
و يتجاهل السلوكيون هذا الماضي .. ينظرون فقط الي الحاضر .. أنت تسبح في فضاء لا متناهي من الافعال و الظروف و التجارب .. تمر عليها .. تتحسسها .. تحب بعضها و تكره الآخر فتصبح أنت هذه الأشياء .. العطب ليس بداخلك لكنه في التجارب الخاطئة التي عززها الماضي لديك .. و اصلاحه يبدأ من الخارج .. من تجاهل التجارب الماضية .. و تعزيز الحاضر بتجارب صالحة .. فيم التطرف ؟؟ .. يقنعني فرويد عندما يشرح النفس .. و أري السلوكيون سطحيون في فهمهم .. لكن الواقع ربما .. مزج غير متميز من الاثنين .. بالأمس استيقظت في الخامسة صباحا .. و كان شيئا مثيرا للعجب .. و لم أعد للنوم ثانية .. بل قمت و صعدت الي السطح .. رأيت الشروق .. انبهرت .. و فكرت ان زيارة الاسكندرية المؤجلة حانت .. مؤخرا عرفت أحدهم .. كان يفوقني أنانية .. فاضطررت أن أرخي له خيطي .. قوجدته يرخي بدوره طرفه حتي لا يهلكه الشد المتواصل .. عرفني بوتر جديد لم أطرقه داخلي من قبل .. الايام الماضية جربت بعض الاعمال الجديدة .. خطوت مناطق تجهلها قدمي .. و وجدتني أجدني
..
.. يقول فرويد أن أنا هو أنا .. بالاعطاب التي أحويها .. و التعقيدات التي لا تنفك .. و القذارة التي لا تطهر .. آه .. أنا أنا .. و أنت أنت .. لكن ألن يفيدك ان تجرب كل يوم .. ان تفتش عن الشروق .. و أن تخطو أرضا جديدة .. و أن تري نفسك في شخص جديد .. الحزن يبتلعك أم أنك تبتلعه ؟؟ .. ليست قضية تستحق الحل .. ما ينتظر الحل هو عشرات المسائل التي لم تجرب حلها حتي الآن .. كل التجارب التي تسبح حولنا دون أن نفكر في التقاطها .. دون أن نتصور أننا سنلاقي أنفسنا فيها .. أو نتكاسل عن خوضها لنتدفأ بقواقعنا الحزينة .. ليس غباء أن تشعر بالحزن .. لكن أن تتصور أنه آخر ما تفعله .. أن يغدو حزنك فعلك .. تجربتك الأثيرة .. فتنتظر .. فقط تنتظر .. ما تنتظر؟؟
..
.. ذات مرة انتهت لي قصة نهاية مؤسية .. و انتهيت معها .. أغلقت قوقعتي جيدا و انتظرت .. انتظرت كثيرا .. ومللت .. حتي خرجت يوما .. تبهرني الشوارع و البيوت و النفوس .. و في ليلة لا تنذر بالدهشة أبدا .. و في عربة مترو عادية .. يسعدني أن أراهما يذوبان في بعضهما .. يريح كفه علي بطنها البارزة و انامل الكف الأخري تزيح القطرات المالحة عن جبهتها المجهدة .. و افرح .. لا أعرف لماذا أفرح .. لكنه فرح غامر حاوي لا يوصف .. فرح مفعم بالتمني و الرجاء .. أن يدوم المشهد طول الرحلة .. طول العمر .. طول عمر الكو ن الباقي .. أن لا يعكره خلاف تافه .. علي ألوان الملابس أو أسعار اللحم أو دروس الأولاد .. ان لا تفسده مخاوف المستقبل و لهثات الحاضر .. ان لا تهزه دعايا الانتخابات أو ضرب ايران أو انقسام السودان .. أن لا تطوله كل أحزان العالم و آلام قاطنيه .. تمنيت أن يدوم الأمر .. و شعرت بلذة عجيبة .. لم تغادرني الا عندما تركت العربة .. و وقفت علي الرصيف طويلا لا أتحرك .. الأشياء الطيبة لم تنتهي .. لو انتهت قصة .. و لو انتهيت أنا نفسي .. فشئ ما لم يمت .. في مكان ما من العالم شئ ما طيب يوجد .. لكني لا أراه طوال الوقت .. ليس ضروريا أن أراه طوال الوقت .. لكني شعرت اليوم بوجوده .. كأني كنت أقطع طريقا مستقيما الي بقعة ضوء في قلب ظلمة حالكة .. ثم انغلق الطريق فجأة فوقفت بلا حراك .. لا اري أو أقوي علي التقدم .. اتخبط في الظلام ثم أستدير لأعود أدراجي في الظلام القديم .. و فجأة تومض ومضة عن اليمين و أخري عن اليسار .. ثم عشرات الومضات .. أفتح عيوني .. الطرق الي النور ليست طريقا وحيدا مستقيما .. الي جانبك دائما عشرات الطرق الجانبية المفتوحة علي بعضها .. و أنت لا يشغلك سوي طريقك المسدود .. لكن طريقك ليس مسدودا أبدا .. و الخطوط حولك تقود الي عشرات الطرق المماثلة .. و النور حقيقي لو كان طريقا واحدا مزيفا .. لكننا بحاجة لومضات تكشفه لنا من آن لآخر .. تلك الليلة كانت مجرد ومضة .. سمعت مواعظ عديدة عن الأمل و نصائح جوفاء بالمثابرة و القوة .. لكن نظرة واحدة لأربع عيون محبة اخترقتني .. أصابتني بالفرحة لحظة .. و بعض الفرحة تكفي لتعيش من جديد .. و لتطرق ابواب الحاضر .. لتواصل ايجاد ذاتك .. تواصل العمل .. لن تفرح الا اذا شعرت .. و لن تشعر بشئ ما دمت ملتحفا بقوقعة الماضي المظلمة .. لن تشعر الا تحركت .. و جربت .. و غيرت .. و خبرت كل الخطوط .. و دخلت عشرات الطرق الملتوية .. الي العالم و الي نفسك .. و الي النور .. أين البداية ؟؟ .. سؤال أزلي لكن فيم الحيرة ؟؟ .. آه .. أنت أنت بكل أعطابك .. و أنت أيضا من يسبح في فراغ لا متناه من التجارب .. فاكشف نفسك .. و لا تنتظر .. لا تنتظر
..


كل الجروح لها دوا .. عبد الرحمن الابنودي و عمر خيرت

Friday, September 17, 2010

كافيه .. وكاميرا .. و عربية

.
.
استرخي .. اسمع صوت الكمنجة من بعيد .. و اري ما أحتاجه
.. فقط .. الكافيه الانيق في مصر الجديدة .. و سيارة .. و كاميرا مميزة .. اشياء بسيطة و عادية هي .. اليس عجيبا ان تساوي هذه القيمة المادية الهائلة ؟؟ .. مسألة مؤسفة .. ألا تبخس الاسعار لشراء الاحلام التافهة .. عدل هو ان يعجز عن جني المال كل من يريده علي السواء ؟؟ .. من يريده حتي يشتري به المزيد من المال .. و من يريده ليُطَير الفراشات الملونة من قلبه .. عدل هو ؟!! .. ماذا لو ابيحت الملايين ما دمت ستشتري بها حلما صغيرا دافئا .. لن تضارب بها في البورصة .. و لن تبني بها مدينة صناعية .. أو تفتتح قرية سياحية .. لن تعزف سوي أنغامك اللذيذة .. أمر بسيط هو .. يستأهل كل هذه الملايين ؟؟ .. أي بشاعة ..
..
افكر فيما لو امتلكتها يوما : آه .. سابني مصنعا او مستشفي ضخما او مركزا ثقافيا .. او ربما مشروعا مبتكرا يستوعب عشرات الجهود العاملة .. ساخصص جائزة لمن يضع مشروعا علميا عمليا يحرك المياه الراكدة في سوق العمل التقليدي .. و سأدفع ليكون موضع التنفيذ .. سافعل شيئا مفيدا و لابد .. الاشياء المفيدة !! .. غالبا لها علاقة بالآخرين .. بالعالم .. لا تتوقف عند حدود بصرك او موضع اقدامك لكن .. لماذا تطاردني حتي عندما أنزع الي حلم خاص صغير .. أو هو الوهم .. تصبح البالونات الصغيرة الطائرة بعض البلاستيك المنفوخ الذي لا يثير بهجتنا اطلاقا أو !! .. أو تُري الحدود تدريجيا تتلاشي بين الحلم و الواقع حتي لا نشعر الا اذ يصيرا نسيجا واحدا مصقولا .. أتسائل عن مغزي رغبتي في قضاء حياتي بين بعض المدمنين و الفاشلين في مواجهة مخاوفهم و آلامهم .. لِمَ يعنيني انتشالهم من ضياعهم .. هل يمكنني حقا أن أفعل ؟!! .. أبتعد ببصري لأعلي .. أرتدي منظار الموضوعية فلا أري للأمر علاقة بما أجيده .. بل بما أريد أن أحققه .. ما أريد أن أراه واقعا : كيف يكافح الناس للحصول علي حرياتهم .. كيف يواجهون القلق المضني في أعماقهم و الخوف الرهيب من الظروف و الأقدار .. كيف يعبرون هوة الألم الي حافتها يعايشونه و يقبلون وجوده فيها .. كيف يتحررون .. و يتكبدون العناء في سبيل الحصول علي حرياتهم .. ثم يستخلصونها من براثن الاستعباد .. استعباد ذواتهم أوالعالم و ضغوطه الطاحنة .. يخرجون من الدوائر المغلقة التي تحاصرهم الي الطرق الصاعدة الممتدة .. ينجلي غمام عيونهم ليواصلوا حيواتهم في كون واسع رحيب .. أهو ممكن ؟؟
..
.. ممكن أن أكون جزءا من هذا ؟؟ .. أتراني أظفر بالحرية معهم و منهم .. ما الذي أريد اثباته .. ما الذي أطمح اليه ؟؟ .. صواب أن تعمل ما تجيده .. أو ما تري فيه أحلامك المحصورة ؟؟ .. و أحلامك .. كبيرة هي و لابد .. تسع الكون كله ؟؟ .. صلبة هي ملموسة ؟؟ .. مفيدة .. كشبكات الكهرباء و فرص العمل و التكنولوجيا المتطورة و العلم .. تغير الناس و تغيرك معهم ؟؟ .. ام هي فقط بالونات صغيرة طائرة .. مجرد كافيه و كاميرا و سيارة .. في لحظة استرخاء مختلسة كهذه لماذا يرهقني عقلي ؟؟ .. و كل ما أريده فقط أن أغمض عيني و أرتاح .. أراني أجول في وسط البلد و مصر القديمة .. أستخلص الدهشة من عدسات كاميرتي الجديدة .. و أستقل السيارة .. أضيع في الشوارع حتي حدود مصر الجديدة .. اقتحم اناقتها و خضارها و تسامح بيوتها القديمة .. ادخل الكافيه وآخذ طريقي لركني الخاص كاني لست صاحب المكان .. الوح لصديقي النادل .. و هو يتأخر قليلا قبل احضار النسكافيه .. أشكره هامسا و ألقي نظرة أخيرة علي المكان و رواده .. تدغدغ أذني انغام كمنجة تذوب في فضاء المكان .. أرشف رشفة أولي .. و أغمض عيني

Tuesday, September 7, 2010

اهو دا اللي صار

ربما أصدق أن المذيع ذو الدبوس الذهبي و المكياج المتقن يعنيه حقا أن ينقذ أسرة مشردة في الدويقة من الضياع او يحصل عاملو مصنع علي حقوقهم او تنجح وقفة احتجاجية في تحقيق اغراضها او تنفض فتنة طائفية .. مع أني لا افقه معني كلمة " طائفية " .. جميل .. لكن ما علاقة هذا كله بالوطن !! .. يشتبك سيدان متأنقان يتشدقان بكل هذا الهراء عن مصلحة الوطن و سلامته و تخلفه و ازدهاره علي احدي الشاشات .. فيم يفكران حقا ؟؟ ..هل يؤمنان حقا أن خفض الأسعار سيجعل الوطن أكثر جمالا ؟؟ .. بعض الأشياء لا تشتريها الاوراق الخضراء .. مثل الموسيقي .. والحب .. و الدين .. مثل كل الاشياء التي تفقد معناها ما ان تنطق بها و تحاول شرحها و توصيفها و تفسيرها
.. ..

رسم الرسام لوحات كثيرة لانه كان يحب الرسم .. و عندما لم يجد ما ياكله فقرر ان يرسم لياكل .. كان قد اتخذ طريقا لا عودة منه .. و كل كلامه عن كونه فنانا حقيقيا ليس سوي حيلة جديدة ليلون بها ابتذاله و يضفي قيمة زائفة علي اعمال بلا روح .. فلا تفتشوا في حياتكم الفقيرة عن معني مهجور ..لا تزجوا المعاني الغامضة في خلافات مريضة تفرغوا بها شحنات توتركم الزائدة علي العالم .. او تلعبوا دورا مرسوما تحصلون به بعض المكاسب الخاصة .. من منكم يهتم بامكانيات البلد التصنيعية و خطط انتاجها .. ببساطة اكثر .. من يهتم بالماسورة التي انفجرت في الشارع المجاور .. ما دامت المياه لم تخطو شارعه !! .. فلماذا تتشدقون اذن .. لماذا تصرون علي دفع الارواح الي سوق اوراقكم الرخيص .. لانها وسيلة سهلة لاسقاط الفشل او دعاية جوفاء للتستر علي مصالح خاصة .. ابعد اولادك عن مثل هذه الابتذالات فهي لا تقل خطورة عن المخدرات و الدعارة .. لا تخبرهم شيئا من هذا و لا تشرح لهم الترهات التي تموج بها الكتب المدرسية .. لا تكلمهم عن الكنانة و الوحدة و الامان .. لا تقل لهم ان مستنقعات القذارة يمكن ان تطرح ورودا عطرة .. و ان الضياء ينبع من قلب الظلام .. لا تقل أن الوطن هو كل هذه البرك الموحلة تنتظر عدالة السماء .. لا تتتكلف كثيرا او تتفسلف او تفتعل الايمان .. لكن اذا لم تغادر هذه الارض بحثا عن عقد ذهبي في بلاد الذهب الاسود .. فاجمعهم قبل رمضان القادم .. و قل أنكم لن تعلقوا في شرفتكم تلك اللمبات الكهربية السخيفة هذا العام .. و احضر لهم بعض الخيوط و النشا اللاصق .. و قل لهم أن يلاقوا أصدقائهم و جيرانهم في المقهي القريب .. و ليات الجميع ببكل ما لديه من الاوراق القديمة و الجرائد التي لا تحمل جديدا .. و ليجلسوا معا يشبكوا الاوراق متراصة علي الخيوط .. ثم بعدها يحملوا الفروع المشبوكة ليوصلوها بين شرفاتهم عبر الشارع .. فقط قل لاولادك هذا .. و ليس ضروريا ان تشرح لهم معني الوطنية

Friday, September 3, 2010

ازاي

هل يبدو لكِ الماء نظيفا ؟؟
لا شئ نظيف عزيزي .. لكننا نبذل ما في وسعنا .. أليس كذلك ؟؟
..
..
لأنهم سألوا الولد الذي كان مرعوبا من نزول الماء عن سر خوفه الشديد .. فقال أن في قاع الحمام أسماك قرش مفترسة تتربص به و تحاول الفتك به كلما نزل المياه .. ولذلك لن يلمسها أبدا .. و عندما أصبح الولد بطلا سباحا عظيما بعد سنوات .. ملكهم العجب .. و قالوا له : أخيرا .. أدركت أنه ما من شئ هنالك .. فقال : من قال هذا .. أسماك القرش موجودة بالأسفل دائما .. لا زلت أراها .. لكني تعلمت كيف أتجاهلها

Monday, August 23, 2010

اسقاط

و" و لما تفضل كده علي طول .. مدرس في مدرسة قديمة في قرية صغيرة .. عالم محدود .. و طموح تافه .. و بعدين " ا
.. و " و بعد ما تخرج و تسافر و تروح و تيجي .. هتعمل ايه يعني .. لازم يبقي لك مكان ترجع له .. يبقي لك ناس تعرفهم و يعرفوك تجاورهم .. لازم تلاقي حاجة بينك و بينها الفة تطمن لها و ترتاح فيها .. تنام من غير قلق او خوف او تعب " .. ا
و " بس انت ما كنتش كده .. من امتي و انت عاوز تعيش مطمن كده .. مستسهل كده ؟؟ " ا
.. و" و ايه اخر التعب .. ايه اخر الجري .. قلبك صندوق جوه صندوق .. و عقلك في متاهة محبوكة .. و تنهيدة حزينة في ليلة وحدة ابدية الدنيا .. بسيطة قوي هي و خفيفة .. اتمسك .. بس بحاجات بسيطة زي الدنيا .. دوخ السبع دوخات .. موت و مش هتنول .. قرية صغيرة و ناس صغيرة و بيوت مش عالية .. حاجات و اضحة و مفهومة .. تغضب .. تتحرق و تموت النار جواك .. تكبر .. علي فين و ليه .. الحياة بتدبل .. بتنتهي .. كل شئ بينتهي .. و دي مأساتها .. دي المشكلة .. طب ليه .. ليه .. سؤال بسيط من 3 حروف .. بس جاوب .. " ا
..
.. كان يرشف رشفات قليلة من قهوته و هو يتكلم بثبات دون أن يوجه بصره الي .. و لم أفكر كثيرا فيما قاله او احاول ربط كلامه ببعضه .. كنت أسترجع ذكريات بعيدة و أفكر .. لماذا أعجبت به .. لماذا كان بطلي الأوحد .. كيف فعل كل ما تمنيت أن أفعله .. و اخترق كل الحدود التي درت حولها كثيرا دون أن يخطر لي لحظة تجاوزها .. كيف قام بالمغامرات كلها .. لنفسه و بالنيابة عني .... لماذا أصبح هكذا ؟؟ .. كيف ينتهي الأمر هكذا .. لكن .. النهاية ليست غريبة ربما .. لو كان السؤال خاطئا من أصله .. ربما السؤال الحق هو كيف تبدأ المسألة حقا .. تحب شخصا لا يشبهك ابدا و لا تجرؤ ان تكونه .. لا يخطر لك أن تكونه .. تحبه لأنه ليس أنت .. لانه يحقق ذا الجزء السحري الضائع فيك .. ثم تدريجيا .. يصبح هذا الشخص أنت فتغضب منه .. ثم تكرهه .. ثم تشعر بالبرود حياله .. يصبح عاديا .. ثم لا تلبث الامور أن تتكشف .. لم يكن ساحرا بل شخص يعيش حياته الخاصة كما يريد أن يعيشها .. ربما أراد الجنون الذي بدا لعينيك القاصرة مستحيلا مستعصيا .. ثم شبع من مغامراته و آن له أن يستريح .. أليس وصوله لهذه الاستراحة منطقيا بعد الصخب الذي خاض فيه .. بطلك مثل مقاتل همام خاض غمار الحرب و شوهته آثارها قبل أن يعتزلها .. لا عن ضعف .. بل حكمة و معرفة من هذبته التجربة و صقلته الظروف .. لكن أنت .. ماذا فعلت ؟؟ .. تنظر أحيانا لاحدهم .. تخاله أحمقا أو أنانيا او مستسلما .. تخاله حقيرا كسولا او ضائعا .. ثم تتريث قليلا لتعرف أنك تري من سورك الحصين .. ما الذي تعرف عن ماضيه او حاضره .. ما الذي تعرف عما يشعر به او يدور بخاطره .. ما تعرف عن الرضا او السخط في اعماقه .. عن ارادته و حكمته و تقديره للامور ؟!! .. انت دائما تخضع الامور لمقاييسك المفردة الرائعة .. و تنتظر من الناس دائما أن ينضبطوا علي مقاييسك لتحبهم و تألفهم .. لربما كان بطلي جبانا تافها حقا و لربما كان حكيما قديرا .. ليس هو المحك .. المحك الحقيقي هو ما أراده هو .. و ما أريده أنا .. النقطة هنا هي ما تريد أنت أن تفعله و تكونه .. هي ماتحققه فعلا .. لا ما تنتظر من الناس دوما أن يحققوه لك .. لتنظر لهم منبهرا منتشيا .. يحفك الرضا و الانبساط .. لانجازات لم تصنعها يوما .. أي حماقة ؟؟

Tuesday, August 3, 2010

لم يكن هناك شئ

لم يكن ثمة شئ
.. لقد كانت فقط حرارة زائدة
.. اليوم الأخير من يوليو
.. ليست غريبة هذه النسمات الصباحية الخفيفة .. و لا السماء الباسمة بلا عنت .. انه يوم يوليو الأخير .. و ليس المساء مناسبا للحزن .. نفترق في منتصف الطريق .. آه .. المشاغل لا تنتهي و ليس لبدايتها ميعاد .. اتابع المغامرة وحدي .. أحاول أن أكف عن التوقع .. حتي تلذعني أخذة الانبهار .. أصل القبة .. و أعيش .. هذه الفرق المجتمعة .. و الآهات المشتبكة .. و الصلوات تشبك عصبياتنا المفنعلة .. طه و عيسي و موسي .. هل هناك شئ ما ناقص ؟؟ .. هذه الايقاعات المتداخلة تطمح للسلام حقا .. لكن ما هو السلام .. بين من يصبح هذا السلام ؟؟ .. تهتز اوتار قلبي في اللحن الأخير المألوف .. الكل في نغمة واحدة .. قوم يا مصري
.. اليوم الأخير من يوليو
.. و للقهوة مذاق اليوم .. شئ من العذاب يرتفع .. و قليل من الألم ينجلي .. الانفاس تتابع بلا جهد .. و الهواء يشق الصدور لا يحرقها .. فتفائل .. شئ من الحنق ينزاح
.. الرجل الواقف بباب الحافلة لا يحمل كيس قنابل فتاكة .. ليس سوي عامل بسيط يعود ببعض الفاكهة لاولاده الصارخين لرؤياه .. و الذي لكزك في كتفك لم يخطئ طريقه لانتزاع قلبك .. لقد كان يجاهد ليتشبث بأي شئ حتي لا يسقط .. كلنا نقف في نفس العربة نتمسك بذات السنتيمترات المعدودة .. ففيم الغضب .. جارك لم يختطف ابنك الوحيد .. لكنه فر مللا من محاولاتك نسخه صورة منك .. و حبيبتك لم تخنك حقا .. قل أنها لم تتحمل كل هذا الحنان الذي أغرقتها به .. بعض النسيم يهب .. فهل آن أن نزيح الأتربة الثقيلة عن مرايانا الخاصة
!!
.. انه يوم يوليو الأخير
.. و لا مناسبة للحزن .. تباشير الخريف تبشر باندمال الجروح .. و لا لذة عادت في البكاء علي آثارها القبيحة .. الألم لا يدوم .. فدع الزمن ينفخ الرماد الأسود الي مكان لن تعرفه أبدا .. و لا تقل ان الخريف ليس ملائما لاستقبال الحياة .. ألا يكفي أنه يطفئ هذه النيران ؟؟ .. لا تقل أنه يصبغ السماء ببرود كئيب .. أما يكفي أنه يحمل الأرواح المرهقة علي نسائمه الخفيفة حتي ترويها الامطار .. لا تكن جاحدا فتطمع في غير معقول .. أو أحمق .. فتسرف في تلوين الآمال
.. ألا يكفي أنه يوم يوليو الأخير
!!
.. و الباب الموصد بيننا لا يعني فراقا أكيدا .. انزل المحطة القادمة و انتظر .. سأركب القطار التالي و أنزل المحطة القادمة .. ابق في مكانك حتي لا تضيع مني .. ليس عسيرا أن نلتقي .. ما دمنا علي نفس الطريق .. فدعنا نتوقف قليلا عن انتزاع القلوب .. يوليو رحل .. و أنا لا أذكر آخر مرة أمطرت في أكتوبر .. اعتقد أني كنت صغيرا جدا .. لكن لا بأس .. دعنا نلتقط أنفاسنا و نري مواضع أقدامنا في مربعاتنا المحدودة .. دعنا نتحرك بنظام هادئ لا نحطم أضلعنا .. و لنوفر الشفرات لتقطيع الفاكهة لاطفالنا السعداء.. ألا تشعر بالنسمات اللطيفة في صدرك
.. ألم تصدق أنه لم يكن شئ هناك حقا
.. أنها كانت فقط
.. حرارة زائدة

سرسب .. عمر خيرت و سيد حجاب

Monday, July 26, 2010

!! الله هناك .. أتكونوا أنبياء ؟؟

.
...
.
ليات منكم كل من يشعر في نفسه طيبة
.. و لتتجمعوا عند اقرب مكان دافئ
.. عالمنا ليس مليئا بالاماكن الدافئة
.. ليات كل منكم ببعض الياسمين قي يده
.. و يحاول ان يكون مستحما
.. بمياه جوفية لم تمس
.. و يعفر علي وجهه بقليل من التراب
.. هناك
.. في مكان أطهر من قصائدي المليئة بالنفاق
.. سنجتمع دون ميول تجتاح افكارنا
.. و سنتبادل المحبة
.. و نتلو نصوص أخلاقنا المقدسة
.. في صمت يشبه صوت السماء
.. عندما كانت متحابة جدا مع الأرض
.. قبل دقيقة واحدة علي بداية الخلق
..

لم يعد في بلدي الكثير من العشب
.. بما يوازي الكمية الكافية من براءة الفتيات
.. و بما يعني ان الناس
.. لم تعد تدرك معني حقيقيا للسماء
.. و لا نتيجة منطقية
.. لكل هذه الاكف المتضرعة في عبث
.. و اذا حاول اي منكم ان يعود للفلاحة في قريته
.. فسيكتشف انه كان مخطئا
.. حين ظن أن القرية كانت نقية
.. في نظر الله
.. لم يعد في بلدي الكثير من العشب
.. و لا احد يلومني علي كتابة قصائدي بالكيبورد
.. من الذي يجذب حبل النهاية ؟؟
هناك أسباب متعدد للحسرة
.. و لن يمنح الانسان - للأسف
فرصة أخري للحياة
..

بصرف النظر عن الحزن
.. الشئ البشري الطبيعي جدا
.. نحب ذاتنا بكثرة
.. ونتعلم النظر الي أشياء أرقي
.. من انتفاضات اجسادنا
.. الملوثة بماء الشهوة
.. المرأة التي احبتني أخبرتني بذلك
.. و العطوفون جدا علي حالي فطنوا السر
.. نصحوني بالابتعاد عن القهوة المغرقة بالنغمات الحزينة
.. دائما ما أشربها بحب
.. دون أن أفكر في معناها
.. حان الوقت للتخلص منها
.. و اقتراف بعض الالوان الفاتحة
.. بدلا من جرائمي المعتادة
.. سئم خيالي منها
.. حتي أصبح مثل خيال العامة
.. الذين يفكرون في الخبز و الاشياء العادية
.. و لكتني لا اعلم الي الآن
لماذا ما زلت حزينا
!!
..

ا " الله لا يوجد قي أضواء النيون
.. و لا تقنعه ابتهالات البلوجرز
.. " الله هناك حيث يوجد الطيبون
.. هكذا قالها و رحل
.. لم يروه و هو يزرع الياسمين
.. و يخبئ الاحلام ارتعشات
.. في ليلة تتسم باليقين
.. لم يشعروا به
.. و هو يكلم السماء من تحت مخلفاتهم
.. و يرمم ببعض انفاسه
.. ثقب الاوزون
.. لم يكن الافضل .. و الدليل
.. ان ملابسكم عندما ضاقت عليه
.. مات
.. هل كان يعرف النبي أننا سنخون الجمال ؟؟
.. و سنسكن في طرق مرصوفة
.. لتنظم امتدادات عفويتنا
.. و ان مدننا ستظل تئن لاننا طردنا العصافير منها
.. هل كان يعرف النبي
.. ان البشر لا يحتاجون لمعجزات في كل الاحوال
.. و ان الرقص علي حافة الحياة
.. ليس من صفات الشيطان فقط
.. هل يمكننا الآن أن نفعل شيئا ؟
!!
الآن أصبح من المهم
.. أن نقنع أنفسنا دائما
.. أننا يمكن أن نكون جميعا
.. أنبياء
.
.
.
من قصيدة " بصرف النظر عن الحزن " لتامر عفيفي

Tuesday, July 20, 2010

24

كأن كل الكلمات لن تكفي
.. كل الآهات لن تجدي
.. كل القطرات لن تروي
.. كل الخطي لن تصل
.. و كل السبل لن تهدي
.. الوجوه تتشابه
.. و القلوب تضيع في التيه ذاته
.. أعداد القتلي غير مهمة اليوم
.. أعداد القتلي غير مهمة غدا
.. و لا بعد غد
.. قطارات المترو
.. تتلاحق علي الرصيف المقابل
.. دائما علي الرصيف المقابل
.. في الجدار نافذة
.. وخلف النافذة جدار
.. فيه نافذة
.. وخلف النافذة جدار
.. فيه نافذة
.. .. وخلف النافذة جد
.... .. كرة شاردة وسيارة مسرعة
.. و أطفال يلوحون بقوة من بعيد
.. و تسديدة طائشة
.. .. من زمن طويل لم نلعب الكرة
.. أترانا نجيد اللعب بعد ؟؟
.. تطور طبيعي أن نفقد مهاراتنا
.. في الماضي كان الله
.. يظهر لي حين تغيب الشمس
.. في هيئة بستاني
.. يتجول في الأفق الوردي
..و يرش الماء علي الدنيا الخضراء
.. الصورة ماثلة .. لكن
.. .. الطفل الرسام
.. طحنته الأيام ..
..
..
آخر 8 سطور من قصيدة لحجازي

Friday, July 9, 2010

الاشياء التي تبقي

..
..
أمل من رغبتي العارمة في رؤية الأشياء مكتملة .. أخرج من امتزاجي بالبشر و الأحداث .. أتفحص اليوميات القديمة .. و تاريخ اليوم الذي غافلني .. أفتش في حاضري عن مخزون ابتسامات الغد .. و أكتشف أني فاتني تخزين الابتسامات .. أحاول أن أبتسم اليوم و أترك للغد تداعياته ..
ترجفني الاهتزازات علي كوبري قصر النيل .. أفكر أنه حتما سيسقط بما عليه .. البشر.. الحيوانات .. السيارات .. أي كارثة .. أتصور المنظر البشع الذي سيحدث .. ماس كهربي سيندلع .. سيحرق المول الهائل بما فيه .. كل هؤلاء الغافلين .. و الحريق .. الصدمة و الهروب المجنون .. أي فزع .. أخاف .. ثم يجذبني أحدهم فأفيق من غفوتي .. أعود أمتزج بلحظاتهم الراكدة .. أصبح لا شئ .. لا أخاف و لا أطمئن .. لا أنهزم أو أبتهل .. لا أضحك أو أعبس .. أتذكر عنما كنت أخلو الي نفسي في صغري أنتظر مرعوبا وقوع كارثة ما : سيسقط هذا الجدار و يهوي البيت .. سيدخل مجنون من هذا الباب ليذبحنا في أسرتنا .. أخاف أن أنام حتي لا أستيقظ لأجدني محترقا أو أصرخ عندما أري ذراعي الذي التهمته الفئران .. لماذا كنت أتصور دائما وقوع الكوارث .. و لماذا يبقي الخوف .. رغم يقيني أن الكوارث لن تحدث الآن ؟؟
..
أمسك القلم الرصاص مجددا و أحاول .. ترتعش يدي .. يخونها اتزانها .. تضل .. ثم تتوقف .. كم كنت أعشق حصة الرسم و أنتظرها .. أذكر براعتي التي أذهلت الأولاد و المدرسين .. الابتكارات العجيبة التي أخترعها و الألوان المنسقة و المساحات المشغولة .. أتذكر كم كنت واقعيا في رسمي .. أحب أن يبدو كل شئ كما يوجد عليه حقا .. أحب أن تكون كل الخطوط متزنة واضحة و المساحات مشغولة و الألوان محكمة ..
..
لماذا أريد أن أفعل كل شئ كما يجب ؟؟ .. أدرك أني لن أحوز أبدا كل طموحي .. أحاول أن ارضي بالنتائج الناقصة و الهوامش القليلة الفارغة ..أعرف أني لن أحوز كل شئ كما يجب أن يكون لكن .. يكفي كل هذا التأجيل .. أوافق علي دفع أشياء كثيرة للهامش .. لكن يجب الآن صناعة الظروف لا انتظارها .. يجب حسم المبادرات المؤجلة .. يكفي الانصياع لأصابع التغيير الخارجية .. ي ك ف ي
..
.. أقلب أحداث اليوم قبل نومي .. و أتسائل عن الجديد في رصيدي .. أراجع التاريخ في الموبايل و أضبط منبها جديدا .. أحاول أن أرضي بنتائج اليوم .. لن تحوز كل شئ .. اقتل طموحك أو اقتل نفسك
.. اففف .. لن أحاول الرسم غدا
.. أنظر الي النافذة المغلقة
.. لن يدخل منها وحش رهيب يلتهمني
.. نعم أنا أدرك جيدا هذا
.. لكني أخاف ..

Thursday, July 1, 2010

حصان يأكل برسيم .. تحت شجرة

.
.
لأني أعرف أنك أحيانا تصبح طفلا عنيدا شديد الغباء .. لا يري سوي رغبته و لا يسمع سوي صوته .. يسئ الفهم و يصر علي مواقفه المتعنتة .. لقد آلمتني حقا بظلمك و عنادك .. عبثا حاولت أن أكشف أمري لعينيك الساذجتين .. لكن هيهات .. و عندما شائت الأصابع الخفية أن تحتاجني فكرت لحظة .. هل تطفئ النار النار .. و هل يشفي التشفي الألم أم يروي الكراهية .. نعم فكرت لحظة لكني .. تصرفت بتلقائية .. لأني أحب سذاجة قلبك الغرير .. و لا أري سوي ابتسامتك الساذجة البسيطة .. لذا مددت يدي .. و لم أنتظر أن تمد يدك .. و لم أتوقع أن تزيح الغمام عن أنانيتك العنيدة و تشبثك الغبي .. لكنك فعلتها .. فاجأتني و فعلتها : " أنا آسف .. مش علي النهاردة بس .. بس عشان كل اللي فات .. أنا غلطت في حقك و مش عاوزك تزعل مني " .. ما الذي سينقذنا في هذه الأيام الجهنمية سوي هذه النسمات الرطبة المذهلة
!!
.. آه .. لطفت يومي الحار مثل قطرة ندي صباحية مسحورة .. أدهشتني بطفوليتك التي لا تكف عن ابهاري .. أتعلم أني أقابل عشرات الأطفال كل أسبوع !! .. و هل تعلم شيئا : أحب أن أراهم .. لأنهم تافهون .. صغيرون .. لا مبالون .. يشعرونك بأن ثمة شئ علي الأقل لا تكلف فيه و لا افتعال .. أحب مداعبة هذه الأطراف الصغيرة العابثة و الأنامل الصغيرة المنقبضة بلا اكتراث للعالم و مذابحه .. أحب هذه الوجوه المبتسمة دون فهم و الباكية بلا خبر عن مأساة .. أحب هذه الهمهمات الباحثة عن كلماتها .. و الكلمات الباحثة عن معناها .. و الصيحات القصيرة التي لم تعي بعد جدوي الصياح .. أحب صراخهم و لعبهم بالقاذورات و ركلهم للغرباء .. أيا كان ما يفعلون هم يجسدون لك البساطة .. الصراحة .. و النقاء .. ينعشون ذاكرتك المرهقة التي نسيت رائحة النظافة
..
.. لا .. لا أعشق النظافة .. لكني أهوي التنظيف .. أحيانا أدخل المطبخ فقط لأمسك أحد الأطباق و أغرق سطحه برغاوي سائل التنظيف .. ثم أفتح المياه بحذر وأراقب .. عمود المياه الرفيع و هو يتهاوي بانسيابية جذابة ليأخذ معه عمود الرغاوي و ما يحمله من طبقات الدهن و الشحوم .. ثم بزوغ السطح البراق للطبق لامعا نظيفا
..
..
آه .. أتشبث بأني قادر علي تطهير ذاتي .. و أتذكر أن الآخرين غالبا لديهم ذلك الجزء النقي البسيط في ركن ما بأعماقهم
..
لماذا أحب الأطفال ؟
!!
.. بالأمس كنت ألعب مع ايمان ذات الأعوام الست .. أكتب لها الكلمات متفرقة : " البحر .. ذهبنا .. في .. الصيف .. الي .. " .. و هي تحاول أن تتخيل القصة لترتب الترتيب الصحيح .. ثم تقول لي : " بنت " .. فأرسم بنتا .." و لد " .. فأرسم ولدا .. " وردة .. مركب .. عربية " .. أرسم .. ثم أعكس اللعبة .. أرسم قطة فتكتب هي قطة .. أرسم سمكة .. كرسي .. كتاب .. وهي تكتب .. و أطور الفكرة .. رسمت حصانا يميل بعنقه علي الأرض .. فكتبت حمار .. قلت " الحمار ودانه قصيرة و شعره طويل ؟؟ " . مسحتها و كتبت : حصان .. أرسم بعض الخطوط الطولية تحت فمه فتكتب برسيم .. أرسم شجرة تميل بفروعها فوقه .. فتكتب شجرة .. اقول : " لا .. كلها علي بعضها .. الحصان بيعمل ايه .." .. تكتب : حصان ياكل برسيم .. " و ايه تاني " .. تكمل هي : تحت شجرة .. ثم تكتب في سطر واحد : حصان يأكل برسيم تحت شجرة ..
..
أحيانا يصيبني اسم ايمان بالاندهاش .. و أحيانا أنطقه بلا مبالاة .. يبهرني ذكائها الحاد .. لكني أحب ما تفعله بي .. عندما أرسم لها .. و أري سعادة بلهاء في عينيها الصغيرتين .. تشعرني أني قادر بعد علي اختراع الألعاب الجديدة
.. تعرفني أني قادر علي اختلاق سعادات مجنونة صغيرة
.. أني في مكان ما
.. لا زلت أملك في جعبتي الفقيرة بعض الأحلام الجميلة
.. أحب ايمان .. كما أحب هذه الكائنات الرقيقة البسيطة
.. الأطفال
!!

Tuesday, June 15, 2010

لأجل ساعات من النوم الهادئ

ليلة الأمس لم أستطع النوم .. مثلما يحدث دائما
.. نهضت من الفراش بعد ساعة تظاهرت فيها بالنوم .. راوغت فيها نفسي حتي أنام .. فسخرت مني كعادتها .. قمت يائسا .. أفكر في الأمر كالعادة كأني أجهل الأسباب .. و لا أصل الي شئ .. يغمرني ذلك الحزن المقبض .. تؤنسني الوحدة في قلب الظلام و الصمت .. و يبدو السكون ملائما لتقليب الأمور كلها .. عجيب .. في الاشارة المغلقة يومها شعرت به .. رغم أن أحدهم كان يهتف بأوكازيون صيفي .. و آخر يلوح بلعب للاطفال .. و أخري تدور بعلب المناديل .. يلون العرق الوجوه المجهدة .. و تخنق اللعنات الانفاس المتزاحمة .. و الزجاج الذي يفصلك عن العالم يذوب .. تنتظر ربع ساعة أو نصف .. أو ساعة .. دون جديد .. سوي انطلاقات مبتورة قصيرة للسيارات المحاصرة .. في طريق رئيسي تختنق الحركة به كهذا .. تضعك الاشارة المغلقة خارج الزمن .. و خارج الزمن لا أصوات و لا هتافات .. لا ملامح واضحة .. لا شئ سوي السكون .. تفكر .. لم لا ينحرف السائق الي شارع جانبي .. يتجاوز الاختناق في اشارة الشارع الرئيسي ثم يعود اليه بعدها .. لكن الأمر ليس بسيطا .. يمكنك أن تأخذ طريقا جانبيا هاربا من الحصار.. و تدور من شارع خلفي فتفاجأ به مسدودا كالطريق الرئيسي .. تأخذ طريقا آخر الي شارع أصغر متفرع من ذاك .. تحاول أن تدور به لتعود الي الشارع الأكبر و منه الي الطريق الرئيسي لكن .. حتي الشارع الخلفي الأصغر مصاب بنفس الاختناق .. فتخرج منه الي غيره ثم الي غيره ثم ...... تتسع الدورة .. و يتضاعف الجهد .. و تهدر الزمن تتخبط في الشوارع الخلفية دهرا .. تطوي أنفاسك اللحظات المتسارعة .. و تلهث في النواصي الفرعية .. تقدم كثيرا من التضحيات .. تأخذ ارشادات العودة كمقابل .. و تطول الرحلة .. فتنزف تضحياتك أكثر .. و تصبح التوجيهات رخيصة .. يختل الميزان .. و من يدري بعدها .. هل ستجد طريقك الرئيسي أبدا أو تعد تذكر مكانه ؟؟ .. هل ستتمني لو بقيت في الشارع الرئيسي .. رغم الاختناق و التعثر .. رغم السكون ..؟؟ !!
في قلب الليل أفكر في الأمر .. كلمت صديقي الصيدلي من أيام .. و فهمت منه كل شئ عن العقارات المنومة .. حتي المحظورة منها .. و اتفقت معه .. لكن .. لماذا لم آخذ منه احداها .. ؟؟ ..
يزعجني ذلك الحزن المقبض .. و أنا أراجع ما حدث طول اليوم و أقول .. غدا سأحكم قبضتي علي الأمور .. غدا ساسيطر علي كل شئ .. من بائع لعب الأطفال سآخذ جناحين كبيرين و أحلق بهما فوق الطريق المغلق .. و أصل الي ذلك الشاطئ البعيد لأراك
.. في قلب الظلام و الصمت أثابر .. و أجاهد للخروج من هذه المصيدة المتشابكة .. و رغم جبل الحزن علي قلبي .. لن أتناول العقاقير اليوم
.. يغريني أنك هناك ربما .. تحلم أن تخطو حافي القدمين علي الرمال الدافئة .. لا تبذل جهدا لاستنشاق الهواء .. تقول شيئا عن العمر الضائع في الشوارع الخلفية الحقيرة .. ثم تحكي بفخر عن رحلتك العبقرية الخاصة و أنت تلوح بجناحيك العظيمين .. ثم يصبح كل ذلك لا شئ بعدها عندما نتمدد سويا علي الرمال الحانية
.. نسلم أجسادنا لمداعبات المياه و لمسات الشمس الحميمة
.. نبتسم .. و بلا جهد أو معاناة
.. ننام

Sunday, May 30, 2010

أرواح النمل

اقتربت قليلا من الرف لأتأمل الصف الأسود المتقطع الذي ينسحب من تجمع دائري كثيف حول حبة سكر صغيرة
.. تابعته علي الجدار حتي نهايته علي الأرض في شق قديم ضئيل بزاوية الجدار
.. فحصت البرطمان لأتأكد أن المخلوقات الصغيرة العجيبة لم تتسلل الي داخله .. ثم انتظرت .. هل أمسح كل هذه النقط السوداء في لحظة .. امممم .. لم أكن ابدا من الأطفال الذين يتلذذون بتعذيب الحيوانات او حرقها .. كنت أقتل النمل أو الصراصير أحيانا صحيح .. لأنها كانت تضايقني أو تصيبني بالتقزز أحيانا .. لكن لا أذكر أن ذلك كان يصيبني بالتلذذ .. و عندما كبرت .. تغيرت نظرتي للنمل .. من الضيق الي الاعجاب .. من التقزز الي التأمل و الملاحظة .. حتي عندما يخرج من الشقوق القديمة في الصيف لينصب تجمعاته الهائلة حول حبة سكر صغيرة لا تلحظها عينك علي الرفوف أو الأرض .. لم أكن أمسحها ببساطة أو أغرقها برشفة ماء صغيرة بسهولة .. شئ ما بداخلي كان ينبض ملحا .. ألهذا المخلوق التافه الدقيق روحا تستحق الاحترام ؟؟ .. هل بهذه الملليمترات القليلة شيئا يربطها بالسكر و الماء و الهواء .. شيئا يربطها بي ؟؟ .. هل من العدل سحقها بنفس البرود الذي تقلب به السكر في كوب شاي .. نظرت الي الصف مرة أخري .. ضربة واحدة تكفي .. و أحدا منهم لن يعرف أو يفهم ما حدث .. و لن يكون لديه الوقت ليفهم .. و موتهم .. هل سيمثل فارقا ؟؟ .. تذكرت ما شعرته من أيام في روابط .. أحد ملاجئ الجنون في وسط البلد .. اخترقتنا " عبير علي " بعرضها عن أربعة فاشلين ملوا انتظارهم جديدا لا يأتي و تغييرا لا يمكنهم احداثه أبدا في نمط حياتهم التافهة التي لا يسعهم فيها تغيير شئ غير ألوان ستائر البيت أو يدكوراته .. منهم الفاشل في الحصول علي وظيفة و الفاشل في الحب و الفاشل في التعامل مع الواقع .. يجتمع عليهم الفساد و التزييف و التطرف و الوحدة مع نصائح الأم التي تعيش بمعزل عن العالم الخارجي تحارب الهموم بالغناء .. و تربي أولادها علي الرضا بحياتهم البسيطة و تحرضهم علي السعادة التي تبلغ أقصاها حدود باب البيت الصغير .. و ازاء شعور كل منهم بأن ورقة لن تتحرك من موضعها من العالم اذا فارقه فهو يقرر أن ينتحر ليغيب بشكل فعلي عن واقع يطحنه فيه الألم و اليأس و هو يعيش فيه غائبا رغم وجوده
.. ما الفارق
؟؟
.. ما الفارق ؟؟ .. يمكنني محو هذا الصف في لحظة .. نصف كوب الماء هذا و تكون مذبحة .. هل لهذه المليمترات الحقيرة أرواح .. هل تموت حقا .. و من يهتم .. الخبر كان بسيطا و عابرا في نهاية النشرة .. عن جنازة شعبية لجنديان ماتا في دارفور .. دارفور ؟؟؟؟
.. ما معني أن تكون مصريا و تموت في دارفور .. مات اثنان ؟؟ .. فليموتا .. ما لم تسمع الصراخ في بيت الجيران .. و ما لم تتعثر في صوان يغلق عليك الطريق .. و ما لم تتعسر حركة ميدان التحرير للجنازة المهيبة من عمر مكرم .. ما لم يعلن الحداد الرسمي في الدولة .. ما لم يكونا اخوتك أو اصدقائك أو أقربائك .. ما لم يكن بائع الجرائد المعتاد أو عامل الأسانسير الطيب أو نادلة الكافيه ذات الابتسامة الساحرة .. ما لم يتغير شئ في حياتك .. لماذا ستهتم .. وبم ستشعر ؟؟ .. مات اثنان في دارفور .. ربما كان أحدهما حاصلا علي شهادة الاعدادية و ربما كان طبيبا .. ربما كان في العشرين أو في الثلاثين .. يلعب الكرة او يفضل الطاولة .. يطرب للغناء القديم او تبهجه الابتذالات المعاصرة .. ينتظر أن يعمل بالدولة أو يرتب مشروعا خاصا او يحارب للحصول علي تأشيرة الهروب .. خاض قصة حب مريرة أو يفتش عن واحدة .. ربما كان عطوفا أو متبلدا لا يجد لذة في العطاء .. من سيعرف كل هذا .. يموت مصري في دارفور .. لان التجنيد اجباري .. أو لان التجنيد وطنية !! .. ربما .. و ربما مات بسبب العلاقات الاستراتيجية التي تربط مصر بالسودان .. ربما مات لدور مصر الرائد في افريقيا و علاقتها بالأمم المتحدة و الاتحاد الافريقي .. ربما كان لموته علاقة بمشكلة مياه النيل و الدفاع عن حقنا فيه ؟؟ .. ربما مات لأن .. ما السبب الذي فكر فيه من خرجوا في هذه الجنازة .. هل فكر أحدهم في سبب !! .. هل فكر أحدهم في قصتين راحلتين ؟؟ .. من توقف أمام الخبر العابر ؟؟ .. كل ما أعرفه أن اثنان ماتا .. كان من الممكن أن أكون مكانهما ببساطة .. أن لا تساوي حياتي أكثر من ثمن رصاصة و كلمة دبلوماسي متأسف و خبر عابر في نهاية النشرة .. السبب أحيانا كلمة مبهمة .. مثل كلمات لغة بائدة ضاعت و تاهت في غياهب المخطوطات و الآثار .. و هذه الأشياء الحقيرة المقززة ؟؟
.. كم تساوي ؟؟
.. ما السبب الذي يحول بيني و سحقها ؟؟
.. أفرغت كوب الماء في الحوض
.. ثم أضفت السكر للشاي و قلبت .. تأكدت من غلق البرطمان جيدا
.. نظرت الي الكتلة السوداء التي شكلت جسرا ينقل الحبة الصغيرة علي طول الطريق الي الشق و ابتسمت
.. ثم أطفأت النور و غادرت المطبخ
.. في هدوء ..

Wednesday, May 5, 2010

من الذي مل القصص المكررة ؟؟

لا زالت بعض الساعات باقية
.. و انا بحاجة لتعيرني آذانك قليلا .. ربما مللت الأحاديث المكررة .. لكن هل نملك حكيا غير قصصنا المختلفة .. عن نفس الأشياء ؟؟
.. علي سطح العمارة المقابلة يوجد كلب مربوط .. و في نفس الموعد ساعة الغروب الشاحبة .. يصلني نباحه الكئيب .. و أصعد الي سطح عمارتنا .. أجده يقترب من حافة السور ثم يشب حتي يصل بالكاد مستواها ..عبثا يحاول أن يرفع رأسه فوقها ليري الدنيا تحته .. لكن السلسلة المشدودة علي نهايتها تأبي .. وهو يترجع ثم يحاول مجددا .. ثم يعود يلهث و يراقب قرص الشمس الغارب و ينبح نباحه الكئيب
.. لا زالت بعض الساعات باقية
فدعني أخبرك أن تلك البنت في عربة المترو كانت مصابة بحول شديد .. حولا كاملا هو أول ما يسترعي انتباهك عندما تراها .. و لا يمنحك فرصة لتجاهله .. و يغريك بالتعاطف .. و أنا تعاطفت .. و ندمت .. ما يفعل التعاطف ؟؟ .. في جميع الأحوال هي فقدت شيئا .. فدعنا نعتاد منظرها و نلاعبها مثل والديها .. بلا تكلف أو استعطاف .. دعها تكبر و تتعلم و تعمل بيديها .. دعها تكون مهمة في مكان ما .. و لا تلمح بعطفك السخيف الي اعوجاج عينيها الشنيع .. دع الحقيقة باقية كما هي و لا تضعف .. و لا تضعف الآخرين بضعفك .. الذي يمتهن القتل لم يفهم يوما سوي أن القتل مهنة .. فدعنا لا نعاتب الناس علي عاهات أرق كثيرا من القتل .. دعنا لا نحاصرهم .. أليس القتلة هم أكثرنا تذوقا للحرية ؟؟
!!
.. بعض الساعات باقية
.. فدعني أخبرك عن السيد ممثل مؤسسة العدل الذي أوقف سيارته بعنف أمام الميكروباص .. ثم اندفع من بابها مباشرة الي السائق ليحاول صفعه من خلال النافذة .. و كانت مبرراته بين الشتائم واضحة .. " انت بتكلم وكيل نيابة " .. لا أحد في الميكروباص تذكر من كان مخطئا في الاثنين .. لكن امتعاضا ساخطا وحد بين الجميع .. نحن لم نخف صدقني .. لان غضبنا فاق الخوف و حواه .. و لولا النهايات السلمية المعتادة التي يحسمها المارة دائما .. لتحول الغضب اعصارا فتاكا جماعيا لا يكترث للمناصب أو رنين الألقاب
.. بعض الساعات باقية
و الطبيب النفسي يخبرني عن مريضه الذي سيطرت عليه فكرة أن يعد الحروف الخارجة من شفتيه باستمرار .. كلمني عن كفاح الرجل و محاولاته المستميتة للهروب من فكرته القاهرة .. قبل أن ينتهي عذابه تحت عجلات قطار المترو
.. بعض الساعات باقية
.. و ليس للأمر علاقة بحب العمل أو كرهه .. لكن عشر ساعات او اثني عشر في مكان واحد ليست عملا .. انها ثقل خانق لا يتحمله انسان .. صدقني ليست مسألة حب أو كره .. فربما تعمل عملا تحبه .. لكنك تغرق فيه سعيا وراء مال أو تحقيقا لمركز اجتماعي او مسئولية يفرضها عليك صاحب العمل الأصلي .. و في النهاية تصبح عاملا جيدا .. لكنك لا تعد تذكر أنك أحببت شيئا .. هل عرفت الآن ما أقصده ؟؟ .. ربما مللت الأحاديث المكررة لكن القهر ليس حديثا مكررا .. القهر حياة نحياها و نتفسها دون حتي أن نشعر .. ليس عاهة مستديمة أو عربة مصفحة أو فكرة مسيطرة .. القهر شعور .. بالخوف و بالنقص و بالعجز .. ليس فقط أن تعمل عملا لا تحبه .. لكن .. أن تعمل عملا لا تحبه و لا تكرهه .. أن تصبح ترسا ميكانيكيا في نمط آلي كبير .. القهر ليس احتكارا لأصحاب السيارات الفارهة و الكرافتات و الألقاب .. بل حوار مستمر تلقائي بيننا لا يتوقف و لا يجهل أحدنا لغته .. لمحة عادية عابرة في روتين الحياة اليومي .. قطعة من نظراتنا و كلماتنا و افعالنا .. مرايا يحملها كل منا ليلقي الي صاحبه جزءا من السلسة المشدودة حول عنقه .. فلا تنزعج
.. انت مللت الاحاديث المكررة لابد .. لكن اقبل اعتذاري .. انا مدين بعشرات الاعتذارات .. لذلك الذي سبقته الي مكاني في طابور التذاكر .. و لتلك التي لم أرفع عيني عنها طول الطريق .. و لهؤلاء الذين استمتعت بتجاهل مساعدتهم بعد ساعات العمل الطويلة .. اقبل اعتذاري انت علي الاقل .. انا لم أمنحك شيئا مهما لكن اسمع
.. لو لم تلقي بنفسك اليوم تحت عجلات المترو .. اكتب من فضلك
.. مهما كان حديثك مكررا
.. لربما كنت موجودا اقرأك
.. انا مضطر للعمل الآن صحيح .. و لن أري اليوم شبة جاري الكلب ساعة الغروب الشاحبة لكن
.. بقيت ساعات قليلة
.. و في أوقات عزيزة .. سأهرب ربما من روتين الحياة اليومي
.. و سأقرأ لك ساعتها فلا تبتئس
.. انا لا أملك سوي وعدي برد الدين
.. فاكتب
.. مهما كان الحديث مكررا
.. اكتب
.. من يدري
.. لربما كنت موجودا ساعتها
.. من يدري
!!!

Wednesday, April 21, 2010

الدنيا .. لما تنور علي طول

ما المميز في المقاعد الأمامية ؟؟
.. لم أتصور أن موظف الشباك عني بالمكان المميز مقعدا في الصف الأول .. نفس ما حاولت زميلته تأكيده و هي تقودني الي مقعدي بابتسامتها الباردة .. اخبرتها أني لم اتصور انه سيمنحني هذا المكان المميز !! و أن التقيد بالمقاعد مهم هنا .. وقالت أني أستطيع تغييره مع بداية الحفل .. لكني لم أحاول .. قررت متابعة التجربة لأول مرة .. و فعلت .. و لم أعرف : أكان أداء الفرقة ركيكا حقا أم أني فقدت الاستمتاع من موقع لا أفضله .. لا أعرف تحديدا .. دائما أجلس في المقاعد الخلفية .. حيث مساحة الرؤية أوسع و الملامح غير مكتملة .. الجلوس في المقاعد الخلفية يضعك في الواقع مع الجمهور .. و يداعب خيالك الذي يشتاق للجوانب الخفية في وجوه الأشخاص علي المسرح .. يترك امامك الأسئلة مفتوحة و الاجابات غامضة و الحياة مزجا هلاميا من الواقع و الخيال .. ألهذا أفضله ؟؟
توقفت عن البحث عن اجابات صريحة من زمن .. أقبل الآن وجود الأحداث .. ثم أعيش معها و فيها دون ارهاقات تحليلية سقيمة .. لكني أذكر زمن الايمان البريء .. قبل أن تساورني شكوكا هادمة .. و أجهد في محاولات مستميتة لحل ألغاز تحاصر عقلي .. ثم أستسلم أخيرا .. لاومن ايمانا جديدا .. ايمان بالديناميكا .. الحياة كوكتيل صاخب .. لا يتوقف عن الخفقان .. تضاف اليه اضافات او تنسحب منه أخري و تتغير نكهنه باستمرار .. قد تسأل ألف سؤال و سؤال .. لكن لا تتصور أن التفكير سيعطيك اجابة مفيدة .. اطرح شكوكك جانبا و عش .. انضم للكوكتيل و امتزج به و لا تتوقف أو تحلم برسائل تشفي يقينك .. الفكرة تمهيد تقديمي .. أما صفحات الكتاب المفيدة هي الفعل ذاته .. الكتاب تجربة .. و الاجابات نسبية .. تتلون و تختلف و تنزلق غير واضحة دائما .. فاطرح شكوكك المتفلسفة و ادخل الكوكتيل .. .. لقد صليت اليوم و ذهبت الي عملي و قابلت أصدقائي وقلت لمن سأمنح صوتي في الانتخابات .. فعلت هذا حقا .. لكن .. ماذا عن صلاة لا يخشع بها القلب .. و صداقة تشكل الاصدقاء علي أهواء أصدقائهم .. و عمل متقن في فوضي كاسحة .. و صوت انتخابي لن يحرك ريشة من موضعها .. معني صوتك .. حبك .. عملك .. و معني حياتك كلها .. هل ستتفلسف .. ستتأمل .. ستنهار .. اضف نكهتك للمزيج .. و دع الاسئلة ترافقك مثل السرابات التي توهم المسافر بانه وصل غايته .. ثم تخدعه ليواصل رحلته من جديد .. دعها تخلق لك في كل يوم رحلة .. و نكهة جديدة .. و معني آخر محتمل
القصة أن السيدة قد فقدت بصرها في طفولتها .. لكنها درست و تخرجت و عملت مدرسة .. تحملت ظروف السفر و الاغتراب و الاعتماد علي الغير .. ثم تزوجت و أنشأت أسرة جميلة و بيتا مستقرا من أفراد أربعة .. و لا زالت تمارس عملها كمدرسة و ترعي شئون بيتها بعد سنوات طويلة من العطاء .. خاطبت المذيع مفتخرة : " و لما يقطع النور و كلهم يتلخبطوا .. انا بس اللي باقوم اساعدهم أو اكمل حاجة كنت باعملها او أقيد شمع .. الدنيا بالنسبة لي منورة علي طول " .. لماذا لم تقض عمرها تلعن الدنيا أو تتسائل عن عجزها ؟؟ .. و أسئلتها .. هل أجابتها في رحلتها فاذا بالدنيا كلها مضائة واضحة امامها ؟؟ !! .. أم أن أسئلتها كانت بسيطة من البداية ؟؟ !! .. العمل و البيت و الحب .. لقد عرفت نهايات مرضية علي أي حال .. لكن متي عرفت هذه النهايات ؟؟ .. هل هو رائع أن تعرف نهاياتك مبكرا ؟؟ .. .. يسعدني أني - بخلافها - لا زلت أعمي .. أتخبط في الطرقات .. أتحرك .. لكني لم أر كل شئ بعد ... أليس جميلا أن تبقي في الدنيا أماكن مظلمة تنتظر استطلاعك .. أليس مبهرا أن جانبا مجهولا من وجوه الممثلين بعيد !! .. أليس لذيذا أنك لا تزال قادرا علي اغلاق عيناك و فتحهما .. دخلت الكوكتيل حقا .. لكني أذوب بين النكهات .. و الروائح تنزلق متتابعة .. و السراب
.. أليس مهما أن يبقي خارج دوامة الحياة الطاحنة سؤال مندهش
.. أليس لذيذا أن تري هذا السراب
؟؟
!!

Wednesday, March 24, 2010

من نافذة قطار

لو أنه يعرف ؟؟

الوح له بيدي و افكر .. وهو ينزوي علي الرصيف المقابل يرفع تليفونه .. عشقت هذا المكان و احببت من قابلتهم فيه .. لكن غصة مؤلمة تخنقني عندما أري هذا الرجل .. أرشدني الي المكان كسمسار يتقاضي أتعابه لقاء عمله الروتيني .. المكان و من فيه حولا حياتي .. لكنه لا يفهم .. أشعر أن شيئا ما ناقصا عندما أراه يعمل بكل آلية دون اهتمام .. لماذا لا يفكر عن الأشياء الجميلة التي يحدثها في حياة الناس .. لماذا لا يفهم .. جنون هو او غباء .. انانية أن نطلب من الناس أن يروا بمناظيرنا التي ندعي جمالها ما لا يعنيهم رؤيته .. طموح للكمال هو .. أيبخس قدر المكان أن السمسار لا يفهم أي حياة رائعة ساهم في تلوينها .. الكمال أفق لا تبلغه أبدا .. و الأشياء الجميلة .. جميلة حقا أو أن احساسنا بها هو ما يخلق بريقها .. البيت القديم لا يبرق عندما أعبر أمامه .. أنا أتذكر و أحن .. لكن .. شئ ما مفقود .. شئ ما ضاع في غياهب الذاكرة المرهقة .. ترقب الأفق المترامي امامك من نافذة القطار ..آخر ما يراه بصرك .. تحول بصرك لكن أين .. أنت مضطر أن تراه .. تحاول أن تحتفظ به لحظة .. و عبثا تحاول .. عجلات القطار لا ترحم .. و الطريق يتآكل .. تدرك أن الأمر أقوي منك .. تتمني أن يكون المشهد القادم أكثر جمالا فهو أكثر ما يمكنك فعله .. لا خيارات مترفة .. و لا تفكير عما مضي .. فالتفكير فيه لن يرجع سوي بعض اللقطات المشوهة المرتبكة .. كما أنه سيعيقك عن مشاهدة الأفق الراهن .. من يدري لربما كان أجمل مما تتخيل

.. اندهشت عندما أخذتني قدماي الي جزويت تلك الليلة .. فالحوار الدائر علي غير توقع .. كأنه كان ينتظر حضوري : " ليس كل ما مضي يستحق أن نستخدمه شاكرين .. المستقبل أمامك .. و أنت الحاضر الآن .. أنت الوصلة تأخذ من ماضيها أجمل ما فيه و انفعه لتستعمله في صناعة المستقبل .. في صناعة الجديد .. دون أن تفقد الماضي .. دون أن تفقد نفسك .. الجديد .. هو معني الحياة .. و الا فأنت في تابوت متحرك آخر " .. لمس الكلام عقلي لكن قلبي ؟؟ .. قلبي يحتار .. وخزة تؤلمه كلما رأيت ذلك الرجل يدبر صفقة جديدة بتليفونه دون اكتراث للعالم .. ما الذي يجعل الشئ جميلا حقا .. الماضي في قلوبنا أو في الثانية الأخيرة السابقة ؟؟ .. و أطلال البيت القديم أكان لها أي معني أو أننا من اختلقنا لها قيمة .. و لو أننا فعلنا فلماذا رضينا أن نقتل هذه القيمة ؟؟.. و لو أننا رضينا .. فما المعني الذي نبقيه لننقذ أرواحنا المختنقة
.. ما الذي يهمنا حقا .. ما الذي يهمنا ؟؟
!!!
!

Wednesday, February 24, 2010

بتضحك ؟؟

مثل كل الصور السابقة .. لم تعجبني .. الأكثر أن وجه الفضيحة يشرق جليا هنا .. مع هؤلاء الأطفال حولي .. ابتسامتك الباردة وسط أقرانك البالغين عادية .. فالزيف لن يميز أحدكم من قرينه .. أما مع هؤلاء الأطفال .. العيون مشرقة البهجة .. و النظرات الغضة الصريحة .. و البسمات تنطق بالفرحة .. فرحة حقيقية محسوسة .. هؤلاء يفضحونك بسهولة .. يجعلون افتعالك بارقا كبقعة سوداء في ثوب ناصع
.. لا أحب الصور .. ليس حقا .. بل لأنهم ينظرون الي العدسة مباشرة .. أعشق التقاطها علي حين غفلة من بطلها .. بطلا حقيقيا .. ليس فرحا بالضرورة .. فما قيمة الفرحة المفتعلة
.. يغضبون كثيرا للصور المفاجئة .. قبل أن يعدلوا ثيابهم و ينسقوا أوضاعهم .. و كالعادة .. يرسمون علي شفاههم ذات الاقواس المزيفة
.. لم أفرح من مدة طويلة .. صحيح .. لكني لا أحب افتعال الفرح .. استلام العمل الأخير كان مناسبا للاحتفال ربما .. لكني لم أفرح .. بالنسبة لي هو مجرد خطوة تافهة علي طريق شاسع .. لم يثر بهجتي اطلاقا .. كان بالنسبة لي شيئا عاديا .. عندما يكون الفريق بحاجة للفوز بخمسة أهداف .. هل يثير احراز الهدف الأول البهجة ؟!! .. ليس سوي محطة مغروسة في الطريق للغرض البعيد .. ماذا يثير تخطيها غير مزيد من التوتر و التحفز لمتابعة المباراة التي أصبحت أكثر وعورة .. فالفريق المنافس سيرد علي هدفك بمزيد من التصميم الدفاعي و الهجوم الخاطف لتعويض الهدف و اعادتك لنقطة الصفر
.. يقولون أن اظهار الفرح يجدد حياتك و نشاطك .. يزيح توترك .. يرحمك قليلا من خوف كامن و قلق يطحن روحك علي الأفراح التي لا تأتي .. و يجعلك مستعدا لاستقبال الفرح الحقيقي اذا ما هل فعلا
حتي لو صدقت الأقوال .. لن أفهم أنصاف الحلول .. أنا حقيقي .. و أحب أن تكون فرحتي حقيقية .. يقولون أني أتجمد في تطرف يقصف الأعمار القصيرة قبل أوانها .. لا أوافق .. كما لا أنكر .. قد أقضي حياتي علي حد بين التشاؤم و التفاؤل .. لكني لن أعيشها أبدا متوهما أن كل شئ علي ما يرام .. أقول دعونا نعطي الأمور حقها .. و هم يعرضون .. يعدلون ملابسهم جيدا .. يضبطوا الاوضاع و يبتسمون .. و لا أنظر الي العدسة مطلقا .. و دائما ما يمتعني أن أفاجئهم بالتصوير .. قبل أن يعتلدوا أو يصففوا شعورهم .. أستمتع بالتقاط الصور
.. الصور الطبيعية الواضحة
.. الصور الحقيقية

Saturday, February 6, 2010

جفت السحب

في غير أوقات العمل الرسمية
.. أبواق السيارات تخبو .. أصوات الباعة تتلاشي
.. تنسحب فوضي المترو الممتعة كشهاب راحل في ليلة صافية ..
.. احيانا
.. و القرص الغامق يغوص في الأفق
.. يتهادي رجف القلب
.. و العقل المجهد يستخلص شهيقا نظيفا .. يجد مساحة ضئيلة للهدوء ويرتخي
.. تنبثق ثغرة للتساؤل
.. ينزاح ستار عن اشتياق مبهم .. عن احتياج لتذوق قديم
.. يغري السكون البازغ بالتأمل
.. اشتباكات الألوان انفضت
.. الكلمات بلا رنين
.. العواطف بكماء
.. و الشعر لغو لا يطرب
.. !! و الموسيقي نفسها .. ما تفعل النغمات المطفأة
.. أين وجد التصلب حقا ؟؟
.. القصص المكررة هل هي في عقلك فقط .. أو جذر راسخ في الكون لم تدركه قبلا
.. هل تري الآن .. هل أدركت
.. الاندهاش يتراجع .. يذوي
.. يذوب
.. يأخذ معه لذة الاكتشاف.. حلم الابتكار
.. ونشوة الحب
.. الاندهاش يموت
.. فترقب القرص الداكن يصبغ الأفق بالسواد .. قبضته الكئيبة تعتصر القلب المختنق
.. اليوم ستتناول عشائك معهم .. وتسمع الحكاوي المعهودة .. ثم تقلب في أرقام التيفون .. و تشكو لمن تحرقه الشكوي
.. وبخلافك .. يعتقد أنك ستموت بعده
..اسكبا الهموم في الأرواح المهزومة
.. احرقاها معا .. اقتلا بعضكما أكثر
.. فلا جديد
.. اليوم ستظل علي قيد الحياة .. فنم مبكرا لو استطعت
.. لا
.. نم بحكم العادة
.. فغدا يوم جديد من العمل الرسمي ..
الأقلام ستركض بلا توقف .. و أبواق السيارات ستدوي .. و قطارات المترو متوالية تروح
.. ادخل المطحنة حتي يوم الاجازة العادي
.. قبل أن يجهدك الفكر ابعد
.. خذ سيارتك و اهرب .. انطلق بكل قوة
.. لا تتوقف الا عند الساحل
.. ثم اخرج الي الوحش المترامي لا ينتهي.. ابتلعه سيبتلعك
.. راقب الامواج المتوالية بلا معني
.. البرودة تحيد أطرافك .. و تنسحب علي عقلك المضطرب
.. ستحيده أيضا فلا تقاوم .. لن تفكر في الأيام الخوالي الآن
.. و لا ابتهالات لن تستجاب
.. فقط دخن و اترك الخشخشة تداعب آذانك .. تنسل الي روحك
.. انت لا شئ
.. و أي شئ لا شئ
.. ستنسي ربما
.. لكنك ذكي
.. لن تتوقع أن تندهش

Thursday, February 4, 2010

أوغاد .. و أوغاد

عرفت أنه لن يقتلها .. انه يقتل دون أن يطرف له رمش أو يضيع الوقت في مهاترات .. لكنه لم يقتلها لأنه كان يحتاجها .. مجرد أداة تقوده لمكان السي دي الذي يحتاجه .. ثم يتخلص منها اذ يصل الي غرضه .. و لم تفسد المشاهدة .. بالطبع ستربح البطلة وقتا لا بأس به لتبتكر وسيلة - او ربما تجد مساعدة ربانية - للهروب ثم الايقاع بالوغد كالعادة .. لا بأس .. المهم أنها ربحت الوقت بمبرر درامي مقنع و مشروع .. ليس لأن القاتل أخذ يسترسل في روايات سخيفة أو استعراضات مفتعلة قبل القتل .. القاتل الحقيقي يعرف ما يريد حقا .. و يستخدم كل الأدوات الممكنة لتحقيق غرضه .. ثم يتخلي عن الأداة كما يتخلي عن أعقاب السجائر الفارغة .. و هو الفرق بين الأوغاد و الأخيار
فهؤلاء السادة ذوي الأرواح المرهفة و القلوب النبيلة كثيرا ما يعافون أشياء كالقوة و السطة و المال .. يقولون أنها أغراض دنيئة لا تعلق بها أرواحهم النقية الطيبة .. و يفضلون الحيوات الهادئة المستقرة التي لا تطمح الي أي من هذه القذارات .. و يكفي أنهم يسمون ببرائتهم و طيبتهم فوق الماديات الوضيعة .. و يكفي أن أرواحهم ترنو لعوالم أبعد و أبقي من عالم الأشرارالدنس الحقير .. السادة الأخيار يقعون في الاشتباك كثيرا .. لكن دون جهل ربما .. ربما كانوا يعرفون أنهم يملكون جوهرا بديعا يحققونه في عالمهم الجميل .. يزيحون ألما أو ينقذون روحا أو يلهمون الآخرين الأمل والحياة .. لكن المال و المنصب و الشهرة - أو أي مظهر آخر للسلطة و التأثير - ليست سوي أدوات .. طرق يشقونها ليصلوا بها لحقيقتهم الأولي .. الجواهر المضيئة بداخلهم .. أما السادة الأوغاد فهم لا يحملون نفس الجواهر البديعة .. لذا اذ يحققون أنفسهم قاطعين نفس الطرق لا ينتهون الي نهايات الأخيار الطيبة .. بل يظلون في الأدوات التي تصبح ذاتها غرضا يستزيدون منه لانفسهم دون شبع .. انهم لا يعنيهم الآخرين في شئ .. فما بعد المال او القوة او المنصب اذن غير الاستزادة لانفسهم في نهم لا ينتهي يضيف الي الأشياء البراقة أكثر ما يضيف الي أرواحهم الخاوية في الأساس ..
و السادة مدعو البراءة .. ربما كانوا يفهمون الأمور جيدا .. لكن ماذا لو زجت بهم أصابع الأقدارالملتوية االي المواجهة الصعبة زجا .. علي نفس الطريق و الطموح جنبا الي جنب مع الأوغاد .. كثيرا ما تجدهم هنا يستسهلون .. و يتكاسلون عن اقتحام المعارك و خوض الحواجز و المطبات في الطرق الوعرة التي يتنافسون فيها مع من لا يعرفون الرحمة و لا يخضعون لقوانين .. ربما فضلوا الحياة الدافئة البسيطة مكتفين بالعطف علي الفقراء علي الأرصفة أو التبرع للجمعيات الخيرية أو توزيع الملابس في الأعياد و هم يبتسمون في رضا و يتأملون في هدوء و يسألون الله القبول و التيسير و راحة البال .. و يوهمون أنفسهم بأنهم تركوا المال و النفوذ للأوغاد الذين تغويهم الدنيا و تعمي أبصارهم عن الحقائق المضيئة السامية .. لكنهم يعلمون جيدا أنهم تركوا الخام لا المباني النهائية .. هم في قراراتهم يعلمون أن انسحابهم و ترك الساحة للأوغاد .. يجعلهم نوعا آخر من الأوغاد .. نوع أكثر وضاعة .. فهو أكثر انانية و نفاقا ..

Saturday, January 23, 2010

حتي تموت في يوم آخر

.
.
.
لأن الكلية لم تكن هدفا في حد ذاته .. بل وسيلة لتحقيق ذات .. اتصور أن الأمر سيختلف لو كنا في بلد متقدم .. حيث تمضي بك التربية - يتبعها التعليم - لأن تستكشف موضع قدمك الملائم في رقعة الحياة .. حيث تفصح قدراتك عن مداها و تتكشف فيه موهبتك لعيونك المتفتحة .. ربما .. لكن في بلادنا الجميلة حيث العشوائية قانون الحياة لا تتم المسألة هكذا .. فلماذا أتوقف عن الانجاز لو لم ألتحق بالكلية التي رغبتها .. لماذا أظل هناك حيث قضيت الليالي حالما بمكاني في الكلية المأمولة .. و اذ فهمت أن بامكاني الابداع و الانجاز في المجال الذي دخلته .. ادركت من زاوية أخري أن تعلقي الأول كان ميلا لذيذا لمادة بعينها أيام الدراسة الأولي .. كان ميلا جارفا كبلني في مكاني زمنا في الواقع .. لكني كشفت أنه لا ينفي مقدرتي علي الانجاز في المجال الجديد .. حتي لو كانت قدراتي بأكملها ستظهر في المجال الأول ..هذا أمر لا يمكن التحقق منه في بلادنا التي تعرف جيدا كيف تجرفك الي كمينها المحكم من العشوائية و الفوضي ..
..
و لم أتوقف لأكون الضحية التقليدية .. بل واصلت الطريق كيلا أموت حيا .. كيلا أقع في الفخ المتكرر .. فخ التعلق بالأشياء .. الاندماج معها لتصبح مقصودة لذاتها لا مجرد وسيلة تعبر بك الي هدف حقيقي .. الأمر يحدث كل يوم .. و كل وقت .. و بكل المستويات .. هل حدث أن التحمت بعمل أو مشروع ما حتي اصبحت جزءا منه .. سجنت فيه مهاراتك و طموحاتك .. حتي جعلت منه غاية تتوه بها عن معناها لتحقيق وجودك .. فاذا ما سقط سقطت معه وضعت متصورا أنك فقدت حياتك .. و الحقيقة أنك موجود لا زلت .. لقد فقدت الوسيلة .. لكنك لم تفقد الطاقة التي تحركك للعمل .. هل ضاعت بلادنا يوما عندما توحدت مع بعض الافكار حتي غدت اهدافا مقصودة لذاتها لا مجرد وسائل نحو حياة مزدهرة أفضل .. قد تتحقق بغيرها من الوسائل التي قد تحل محلها لو اقتضت الظروف .. هل توجد كيفية أقوي لقتل اخلاق الدين غير دفنها تحت مئات التفاصيل التافهة لمظاهره وشعائره بحيث يصبح المظهر نفسه قدسا مقصودا لا تعبيرا عن قيمة و معني .. من أنت غير الاموال في حافظتك .. غير الملابس المهندمة و العطور الانيقة و تصفيفة الشعر المنمقة .. غير السيارة و الأسهم في البورصة او الرصيد في البنك .. غير دخان السجائر و فناجين القهوة و اوراق المذكرات .. من أنت غير الأشياء ؟؟ .. أيحتمل كونك طاقة .. الطاقة انتاج لا يذهب هباء بل يتجدد و يأخذ أشكالا مختلفة .. الطاقة موجودة .. ربما كان دورك العمل لاستخراجها .. لاحالتها اتاجا حقيقيا .. لتصنع الأنماط لا أن تتركها تشكلك .. لتنسج من انشطتك نمطا يحقق طموحا او يميز ذاتا أو يزيح عاطفة .. مجرد وسيلة لا شبكة عنكبوتية تستعبدك و تشوه ملامحك الاصيلة و تهوي بها اذا هوت الي القاع .. تذكر هذا اذا فاتتك دراسة رغبتها .. او اذا عملت بعيدا عن مجال دراستك .. او اذا هوت أسهمك في البورصة أو انهار مشروعك الوليد أو استغنوا عن خدماتك في موقع العمل .. تذكر هذا اذا فاتك فنجان القهوة الصباحي او نسيت علبة سجئرك أو مات قطك الأليف .. تذكر أنك باق بعد .. وفي هذا ما يكفي .. من يدري .. ربما وجدت مبررا للحياة بقية اليوم

تبتدي البدايات





ما معني تدوين الأحداث و عرض الاراء و بوح القلوب ؟؟ .. عن ماذا نبحث و الام سننتهي .. هل سنواجه في النهاية شيئا غير
التجاعيد القبيحة في مرايانا الصدئة .. أي معني حقا و أي جدوي ؟؟ .. شئ واحد أعرفه : لطالما لعبت هذا الدور باتقان شديد .. دور الملثم الخائف الذي يراقب من خلف نافذته الموصدة مستمتعا بالتأمل الصامت و الابتسام .. لا يفتح النافذة ليهتف بدوره .. أو يسمح لنسمات الهواء بتجديد الطقس الراكد في حجرته



اكتشفت أن حياتي عمليا تبدلت علي مدي السنوات الأخيرة تبدلا عظيما .. لم أكتف بفتح النافذة .. لكني هبطت بنفسي الي الشارع و تشاركت الشجار والصياح و الصخب مع الجميع .. فعلتها حتي كدت أتوه من نفسي ذاتها .. و أصبحت أتلمس طريقي الي روحي الأصيلة التي - علي مساوئها - تجتذبني و تذكرني .. وعرفت أني أجدها هنا .. في التدوين .. و في مذكراتي التي أكتبها .. و في القصص التي أحاول اكمالها .. أعود ذلك الآخر القديم يرشف القهوة بهدوء بارد .. و لذة خفية تراوده و هو يراقب مآسي العالم من بعيد .. لا أعرف كيف أواجه تلك الصورة القبيحة مجددا بعد هذه الرحلة الصاخبة .. أو أشتاق العودة اليها كلما خلوت الي نفسي أو ابتعدت عن الجموع .. حتي اذا ما فتحت المدونة لم يطالعني الا مسخا لطالما حاولت الافلات من قبضته .. أيهما أنا حقا .. و أيهما أريد أن أكون .. أيمكنك الكفاح ردحا هاربا من عالم باهت .. لتكشف أنه ليس باهتا كما تصورت لكن عيناك مصابتان بعمي الألوان !! .. من أنا حقا .. لن أسأل كثيرا .. بل سأفعلها بتلقائية .. ببساطة .. و بمزيد من الوضوح .. لقد مللت المكياجات السخيفة .. و سئمت وجه الكتابة الباهت .. أخفي الآن أرشيف سنوات ثلاث مزيفة و أبدأ مجددا .. لن أفتعل مزيدا من القصص .. أو أرقب أوضاع العالم مبتسما .. لكني سأتكلم .. سأتكلم عن جاري الذي تعرفت اليه من أيام .. عن القط البشع الذي يعرقل نزولي كل صباح .. عن رحلات المترو اليومية و تفاصيل الشوارع و الخناقات العابرة علي الكافيتريا و مشاكل العمل الأبدية .. ساتكلم عن تطلعات هذا الصباح و انجازات اليوم السابق و الأمنية الأخيرة قبل نوم الليلة .. سأتكلم عن ما أريد الكلام عنه مهما كان تافها أو بسيطا .. أو بدا مهما أو عظيما .. و من قلب التفصيلات المتناثرة أعتقد أني سأجد نفسي .. نفسي التي أعرفها و أعيشها حقا .. لا الشبح الراقص الذي يقفز خلف كتفي كلما نظرت في المرآة .. من القصص البسيطة الحقيقية سأعرف من أنا ..

الوجه الحقيقي .. الوجه المزيف .. هل أنا الاثنان ؟؟