Saturday, January 23, 2010

تبتدي البدايات





ما معني تدوين الأحداث و عرض الاراء و بوح القلوب ؟؟ .. عن ماذا نبحث و الام سننتهي .. هل سنواجه في النهاية شيئا غير
التجاعيد القبيحة في مرايانا الصدئة .. أي معني حقا و أي جدوي ؟؟ .. شئ واحد أعرفه : لطالما لعبت هذا الدور باتقان شديد .. دور الملثم الخائف الذي يراقب من خلف نافذته الموصدة مستمتعا بالتأمل الصامت و الابتسام .. لا يفتح النافذة ليهتف بدوره .. أو يسمح لنسمات الهواء بتجديد الطقس الراكد في حجرته



اكتشفت أن حياتي عمليا تبدلت علي مدي السنوات الأخيرة تبدلا عظيما .. لم أكتف بفتح النافذة .. لكني هبطت بنفسي الي الشارع و تشاركت الشجار والصياح و الصخب مع الجميع .. فعلتها حتي كدت أتوه من نفسي ذاتها .. و أصبحت أتلمس طريقي الي روحي الأصيلة التي - علي مساوئها - تجتذبني و تذكرني .. وعرفت أني أجدها هنا .. في التدوين .. و في مذكراتي التي أكتبها .. و في القصص التي أحاول اكمالها .. أعود ذلك الآخر القديم يرشف القهوة بهدوء بارد .. و لذة خفية تراوده و هو يراقب مآسي العالم من بعيد .. لا أعرف كيف أواجه تلك الصورة القبيحة مجددا بعد هذه الرحلة الصاخبة .. أو أشتاق العودة اليها كلما خلوت الي نفسي أو ابتعدت عن الجموع .. حتي اذا ما فتحت المدونة لم يطالعني الا مسخا لطالما حاولت الافلات من قبضته .. أيهما أنا حقا .. و أيهما أريد أن أكون .. أيمكنك الكفاح ردحا هاربا من عالم باهت .. لتكشف أنه ليس باهتا كما تصورت لكن عيناك مصابتان بعمي الألوان !! .. من أنا حقا .. لن أسأل كثيرا .. بل سأفعلها بتلقائية .. ببساطة .. و بمزيد من الوضوح .. لقد مللت المكياجات السخيفة .. و سئمت وجه الكتابة الباهت .. أخفي الآن أرشيف سنوات ثلاث مزيفة و أبدأ مجددا .. لن أفتعل مزيدا من القصص .. أو أرقب أوضاع العالم مبتسما .. لكني سأتكلم .. سأتكلم عن جاري الذي تعرفت اليه من أيام .. عن القط البشع الذي يعرقل نزولي كل صباح .. عن رحلات المترو اليومية و تفاصيل الشوارع و الخناقات العابرة علي الكافيتريا و مشاكل العمل الأبدية .. ساتكلم عن تطلعات هذا الصباح و انجازات اليوم السابق و الأمنية الأخيرة قبل نوم الليلة .. سأتكلم عن ما أريد الكلام عنه مهما كان تافها أو بسيطا .. أو بدا مهما أو عظيما .. و من قلب التفصيلات المتناثرة أعتقد أني سأجد نفسي .. نفسي التي أعرفها و أعيشها حقا .. لا الشبح الراقص الذي يقفز خلف كتفي كلما نظرت في المرآة .. من القصص البسيطة الحقيقية سأعرف من أنا ..

الوجه الحقيقي .. الوجه المزيف .. هل أنا الاثنان ؟؟

No comments: