Wednesday, February 24, 2010

بتضحك ؟؟

مثل كل الصور السابقة .. لم تعجبني .. الأكثر أن وجه الفضيحة يشرق جليا هنا .. مع هؤلاء الأطفال حولي .. ابتسامتك الباردة وسط أقرانك البالغين عادية .. فالزيف لن يميز أحدكم من قرينه .. أما مع هؤلاء الأطفال .. العيون مشرقة البهجة .. و النظرات الغضة الصريحة .. و البسمات تنطق بالفرحة .. فرحة حقيقية محسوسة .. هؤلاء يفضحونك بسهولة .. يجعلون افتعالك بارقا كبقعة سوداء في ثوب ناصع
.. لا أحب الصور .. ليس حقا .. بل لأنهم ينظرون الي العدسة مباشرة .. أعشق التقاطها علي حين غفلة من بطلها .. بطلا حقيقيا .. ليس فرحا بالضرورة .. فما قيمة الفرحة المفتعلة
.. يغضبون كثيرا للصور المفاجئة .. قبل أن يعدلوا ثيابهم و ينسقوا أوضاعهم .. و كالعادة .. يرسمون علي شفاههم ذات الاقواس المزيفة
.. لم أفرح من مدة طويلة .. صحيح .. لكني لا أحب افتعال الفرح .. استلام العمل الأخير كان مناسبا للاحتفال ربما .. لكني لم أفرح .. بالنسبة لي هو مجرد خطوة تافهة علي طريق شاسع .. لم يثر بهجتي اطلاقا .. كان بالنسبة لي شيئا عاديا .. عندما يكون الفريق بحاجة للفوز بخمسة أهداف .. هل يثير احراز الهدف الأول البهجة ؟!! .. ليس سوي محطة مغروسة في الطريق للغرض البعيد .. ماذا يثير تخطيها غير مزيد من التوتر و التحفز لمتابعة المباراة التي أصبحت أكثر وعورة .. فالفريق المنافس سيرد علي هدفك بمزيد من التصميم الدفاعي و الهجوم الخاطف لتعويض الهدف و اعادتك لنقطة الصفر
.. يقولون أن اظهار الفرح يجدد حياتك و نشاطك .. يزيح توترك .. يرحمك قليلا من خوف كامن و قلق يطحن روحك علي الأفراح التي لا تأتي .. و يجعلك مستعدا لاستقبال الفرح الحقيقي اذا ما هل فعلا
حتي لو صدقت الأقوال .. لن أفهم أنصاف الحلول .. أنا حقيقي .. و أحب أن تكون فرحتي حقيقية .. يقولون أني أتجمد في تطرف يقصف الأعمار القصيرة قبل أوانها .. لا أوافق .. كما لا أنكر .. قد أقضي حياتي علي حد بين التشاؤم و التفاؤل .. لكني لن أعيشها أبدا متوهما أن كل شئ علي ما يرام .. أقول دعونا نعطي الأمور حقها .. و هم يعرضون .. يعدلون ملابسهم جيدا .. يضبطوا الاوضاع و يبتسمون .. و لا أنظر الي العدسة مطلقا .. و دائما ما يمتعني أن أفاجئهم بالتصوير .. قبل أن يعتلدوا أو يصففوا شعورهم .. أستمتع بالتقاط الصور
.. الصور الطبيعية الواضحة
.. الصور الحقيقية

Saturday, February 6, 2010

جفت السحب

في غير أوقات العمل الرسمية
.. أبواق السيارات تخبو .. أصوات الباعة تتلاشي
.. تنسحب فوضي المترو الممتعة كشهاب راحل في ليلة صافية ..
.. احيانا
.. و القرص الغامق يغوص في الأفق
.. يتهادي رجف القلب
.. و العقل المجهد يستخلص شهيقا نظيفا .. يجد مساحة ضئيلة للهدوء ويرتخي
.. تنبثق ثغرة للتساؤل
.. ينزاح ستار عن اشتياق مبهم .. عن احتياج لتذوق قديم
.. يغري السكون البازغ بالتأمل
.. اشتباكات الألوان انفضت
.. الكلمات بلا رنين
.. العواطف بكماء
.. و الشعر لغو لا يطرب
.. !! و الموسيقي نفسها .. ما تفعل النغمات المطفأة
.. أين وجد التصلب حقا ؟؟
.. القصص المكررة هل هي في عقلك فقط .. أو جذر راسخ في الكون لم تدركه قبلا
.. هل تري الآن .. هل أدركت
.. الاندهاش يتراجع .. يذوي
.. يذوب
.. يأخذ معه لذة الاكتشاف.. حلم الابتكار
.. ونشوة الحب
.. الاندهاش يموت
.. فترقب القرص الداكن يصبغ الأفق بالسواد .. قبضته الكئيبة تعتصر القلب المختنق
.. اليوم ستتناول عشائك معهم .. وتسمع الحكاوي المعهودة .. ثم تقلب في أرقام التيفون .. و تشكو لمن تحرقه الشكوي
.. وبخلافك .. يعتقد أنك ستموت بعده
..اسكبا الهموم في الأرواح المهزومة
.. احرقاها معا .. اقتلا بعضكما أكثر
.. فلا جديد
.. اليوم ستظل علي قيد الحياة .. فنم مبكرا لو استطعت
.. لا
.. نم بحكم العادة
.. فغدا يوم جديد من العمل الرسمي ..
الأقلام ستركض بلا توقف .. و أبواق السيارات ستدوي .. و قطارات المترو متوالية تروح
.. ادخل المطحنة حتي يوم الاجازة العادي
.. قبل أن يجهدك الفكر ابعد
.. خذ سيارتك و اهرب .. انطلق بكل قوة
.. لا تتوقف الا عند الساحل
.. ثم اخرج الي الوحش المترامي لا ينتهي.. ابتلعه سيبتلعك
.. راقب الامواج المتوالية بلا معني
.. البرودة تحيد أطرافك .. و تنسحب علي عقلك المضطرب
.. ستحيده أيضا فلا تقاوم .. لن تفكر في الأيام الخوالي الآن
.. و لا ابتهالات لن تستجاب
.. فقط دخن و اترك الخشخشة تداعب آذانك .. تنسل الي روحك
.. انت لا شئ
.. و أي شئ لا شئ
.. ستنسي ربما
.. لكنك ذكي
.. لن تتوقع أن تندهش

Thursday, February 4, 2010

أوغاد .. و أوغاد

عرفت أنه لن يقتلها .. انه يقتل دون أن يطرف له رمش أو يضيع الوقت في مهاترات .. لكنه لم يقتلها لأنه كان يحتاجها .. مجرد أداة تقوده لمكان السي دي الذي يحتاجه .. ثم يتخلص منها اذ يصل الي غرضه .. و لم تفسد المشاهدة .. بالطبع ستربح البطلة وقتا لا بأس به لتبتكر وسيلة - او ربما تجد مساعدة ربانية - للهروب ثم الايقاع بالوغد كالعادة .. لا بأس .. المهم أنها ربحت الوقت بمبرر درامي مقنع و مشروع .. ليس لأن القاتل أخذ يسترسل في روايات سخيفة أو استعراضات مفتعلة قبل القتل .. القاتل الحقيقي يعرف ما يريد حقا .. و يستخدم كل الأدوات الممكنة لتحقيق غرضه .. ثم يتخلي عن الأداة كما يتخلي عن أعقاب السجائر الفارغة .. و هو الفرق بين الأوغاد و الأخيار
فهؤلاء السادة ذوي الأرواح المرهفة و القلوب النبيلة كثيرا ما يعافون أشياء كالقوة و السطة و المال .. يقولون أنها أغراض دنيئة لا تعلق بها أرواحهم النقية الطيبة .. و يفضلون الحيوات الهادئة المستقرة التي لا تطمح الي أي من هذه القذارات .. و يكفي أنهم يسمون ببرائتهم و طيبتهم فوق الماديات الوضيعة .. و يكفي أن أرواحهم ترنو لعوالم أبعد و أبقي من عالم الأشرارالدنس الحقير .. السادة الأخيار يقعون في الاشتباك كثيرا .. لكن دون جهل ربما .. ربما كانوا يعرفون أنهم يملكون جوهرا بديعا يحققونه في عالمهم الجميل .. يزيحون ألما أو ينقذون روحا أو يلهمون الآخرين الأمل والحياة .. لكن المال و المنصب و الشهرة - أو أي مظهر آخر للسلطة و التأثير - ليست سوي أدوات .. طرق يشقونها ليصلوا بها لحقيقتهم الأولي .. الجواهر المضيئة بداخلهم .. أما السادة الأوغاد فهم لا يحملون نفس الجواهر البديعة .. لذا اذ يحققون أنفسهم قاطعين نفس الطرق لا ينتهون الي نهايات الأخيار الطيبة .. بل يظلون في الأدوات التي تصبح ذاتها غرضا يستزيدون منه لانفسهم دون شبع .. انهم لا يعنيهم الآخرين في شئ .. فما بعد المال او القوة او المنصب اذن غير الاستزادة لانفسهم في نهم لا ينتهي يضيف الي الأشياء البراقة أكثر ما يضيف الي أرواحهم الخاوية في الأساس ..
و السادة مدعو البراءة .. ربما كانوا يفهمون الأمور جيدا .. لكن ماذا لو زجت بهم أصابع الأقدارالملتوية االي المواجهة الصعبة زجا .. علي نفس الطريق و الطموح جنبا الي جنب مع الأوغاد .. كثيرا ما تجدهم هنا يستسهلون .. و يتكاسلون عن اقتحام المعارك و خوض الحواجز و المطبات في الطرق الوعرة التي يتنافسون فيها مع من لا يعرفون الرحمة و لا يخضعون لقوانين .. ربما فضلوا الحياة الدافئة البسيطة مكتفين بالعطف علي الفقراء علي الأرصفة أو التبرع للجمعيات الخيرية أو توزيع الملابس في الأعياد و هم يبتسمون في رضا و يتأملون في هدوء و يسألون الله القبول و التيسير و راحة البال .. و يوهمون أنفسهم بأنهم تركوا المال و النفوذ للأوغاد الذين تغويهم الدنيا و تعمي أبصارهم عن الحقائق المضيئة السامية .. لكنهم يعلمون جيدا أنهم تركوا الخام لا المباني النهائية .. هم في قراراتهم يعلمون أن انسحابهم و ترك الساحة للأوغاد .. يجعلهم نوعا آخر من الأوغاد .. نوع أكثر وضاعة .. فهو أكثر انانية و نفاقا ..