Monday, October 25, 2010

اللحظات التي لا تسبق الجنون


لم اكن اعرف ما افعله
.. كنت قد انتهيت من عملي مبكرا و الوقت ظهرا .. متعب مشتاق للنوم .. اضعف عن مواصلة الطريق للعتبة .. محطة رمسيس مزدحمة .. ليست ذروة الزحام .. لكنها مزدحمة .. و لا أعرف ما أفعله .. عقلي مرتبك و جسدي منهك .. كأن روحي في عراء مسلوبة .. لا ادري كيف انتشلها و لا اقوي علي خلاص طردها.. العمل ينسي اوجاع الروح .. لكن ما تفعل اذ ينتهي .. و انت في المصيدة .. لماذا لا اتحرك .. كيف الخروج ؟؟ .. كل هذا الزحام .. و فوضي الضوضاء هذه .. أما من نهاية ؟؟ .. لا اضع النظارة .. ضباب يغلف الصور .. وهالات باهتة تحيط بالخطوط .. تمل من وضوح الرؤي أحيانا .. الفتاة علي طرف الصف .. أعرف أنها منتظرة .. اصبحت خبيرا في كشف المنتظرين .. و من أول نظرة .. ياتي القطار الاول .. ثم الثاني .. ثم الثالث .. دائما زحام .. وقوف و جلوس .. و من يركبون العربات .. يأتي أضعافهم من مداخل الرصيف .. و يزداد التكدس .. التكدس ؟؟ .. عندما لا تبدأ في مواعيدك .. تنتظر كثيرا .. و تتحرك .. تتحرك .. لكن متأخرا .. العالم ليس معضلة كما تتصور .. و خطاك لن تلوث الطرق اللامعة .. و الحل الصحيح ليس مهما .. تتحرك .. لكنك تتأخر .. و الاتربة تتجمع علي الاسطح المهجورة .. ترفع اثقال اليوم .. و ما تركته من الامس ؟؟ .. ستسقط .. او تضع اثقالك .. ستواصل متخبطا .. او تنتظر .. تنتظر ؟؟ .. المشكلة كيف يبدأ الأمر ؟؟ .. او يعجبنا أن ننسب النهاية للبداية دائما ؟؟ .. كيف ينتهي التكدس اذن !! .. كيف نتحرك لو استسلمنا .. شريط الزمن هو العابر .. فلا تغفل .. أنهض حتي بائع الجرائد و اعود .. هي بعد جالسة .. حتم ان يطول الانتظار ؟؟.. او أنهم يجيئون مبكرا دائما .. أيلذ للبعض ان يعاني مخافة الحرمان ؟؟ !! ..
..
الصفحات صفحات .. لا شئ سوي مزيد من الملل .. طرق القتل الشاذة ابتكرت كلها .. و السرقات كلها حدثت .. و الجنون جاوز ابشع الخيالات .. فهل تكفي تلفيقاتهم التافهة لقتل الملل .. ألا يتعبوا من التراشق بالاحبار .. و سناء البيسي تثرثرعن نفسها .. البعض تجعلهم البساطة كبارا .. و بعض الاطفال لا يشيخون ابدا .. و من تفوح منهم رائحة التراب يكفوك عن سماع عشرات الاناشيد .. و الحكايات العادية .. أحيانا تغلب الملل .. 7 مليون جنيه سنويا لملابس العاملين بالهيئة لا يرتدونها ابدا .. و كمية خضروات جديدة ستضخها الحكومة لمواجهة الغلاء .. وحسام البدري لا زال مصرا أن حكما مرتشي هو من اطاح بفريقه .. الجنون فاق الخيالات فما الجديد الذي قد يأتي .. بالامس قال وزير التجارة و الصناعة .. أن المشكلة في نقص العرض مع زيادة الطلب .. وظيفة الحكومة ان تعمل لزيادة الطلب .. ان تضمن : تضمن تيسير وسائل وفرته و انتشاره .. ان تشجع : تشجع كل من يريد العمل ليعمل .. أن توجه : توجه من يريد العمل لانتاج الطلب العزيز .. قال ان القطاع العام لا يباع .. انه مساهمة الكل .. و الواجب ان تزيد مساهمة الكل باي وسيلة .. تأجير الاصول مثلا وسيلة .. تأجير الاصول .. حل ليبرالي بديع لمواجهة التضخم عند الكبار و الفقر عند الصغار .. يجعل الكل سعداء .. فقر المال هو او فقر العقل ؟؟ .. فقر الروح كل هذا الملل ؟؟.. في أي مبدأ لليبرالية يمكن تأجير الارواح التالفة !! .. انت رغبة و حريتك تملك .. و المجتمع ضرورة كي لا ننسف بعضنا .. لم لا يمكنني النهوض من مكاني و ركوب القطار الخامس ؟؟ .. في أي صفحة يوجد الحل؟؟ .. و الرجل الي جواري يسألني لأنه لم ينتبه : المرج الجديدة أو القديمة .. لا اعرف .. لماذا اعرف النهاية اذا كنت سانزل منتصف الطريق .. لم ينتبه أو لا يريد الذهاب ؟؟.. أم هو لا يعرف : أن كان يريد أن يذهب أم لا ؟؟ .. 7مليون جنيه تدفعها الهيئة لشراء الملابس .. و لا احد يلبسها .. اين الملابس ؟؟ او لماذا لا يرتديها العاملين ؟؟ .. ما المهم ؟؟ أو لا توجد انتهاكات أخري اليوم ؟؟ .. ما الذي بقي بلا انتهاك .. اضغط بعض الازرار من سريرك .. الن يكفي العنف و الدم .. الن يكفي الهزل و العري .. ألن يكفي الكذب و النفاق .. و أعداد لا تنتهي من السفلة ؟؟ .. سيل المعلومات و الصخب .. ألن يكفي ؟؟ .. وما من نهاية أبدا ؟؟ .. أين عقلك الآن ؟؟ .. فكر لحظة .. وسيجرفك سيل الضوضاء لتنتهك ألف مرة في اليوم .. فكيف أنت ؟؟
..
.. الجنون فاق الخيال .. لكن للنهايات بدايات .. لا شئ يبدأ فجأة .. كل خطوة مرسومة و كل خطوة بلا هدف .. كنت آمل أن نصيرا هناك هذه الليلة .. لكن .. لا معاني بعد لكن .. بروفة باردة .. اضافة البرود للبرود لا تخلق مصطلحا جديدا .. لم افهم عما افتش حتي جائت .. لم تحضر آلة العود خاصتها .. بل جلست بمفردها علي القاعدة الخشبية في مواجهتم .. تدق باناملها احيانا علي الخشب مع النغمات .. و تنظر من حين لآخر لأحدهم خاصة .. و تنظر للمدرب معظم الوقت .. ترتدي تيشيرت برتقاليا هادئا كأنه مع الاضاءة يمزجها مزجا بالمكان .. و ملامحها الدافئة الكابتة الهادئة تضيع احيانا عندما تشيح بوجهها خلف خصلات الشعر المتموجة المبعثرة تنوب عنها في الانفجار .. و .. و البروفة تنتهي .. و يتحرك الجمع .. يتحرك المشهد .. و تلقي الفتاة فتاها .. تصبح منتظرة أخري عادية جدا .. كل شئ ينتهي .. رغم فتاة سمراء اسبانية الشعر ترتدي البرتقالي هناك .. ينغم صمتها نقرات اناملها الرشيقة و تغافل عيناها الملهمتين وجهها الهادئ .. و يعصف لغز الحياة العبثي بروحها الهاذية بين أوتار عود .. أي شئ أبقي .. أي مشهد أخلد .. لكن كل شئ ينتهي .. حتي الفتاة في نهاية الصف تنهض أخيرا .. و تتحرك مع رفيقها مبتعدة علي الرصيف .. انتظار آخر انتهي .. يضيعا مع كثير من العابرين ضاعوا في طريقهما .. الزحام يخبو .. عجيب .. الوقت ذروة النهار .. و المحطة رمسيس .. لكن لحظة جائت أخيرا .. يخبو الزحام .. و يصفو الذهن .. تنحسر اختيارات الرؤية .. الهالات الباهتة تحيط الخطوط الجامدة ..الرجل الي جواري لا زال جالسا .. قد يركب اي قطار دائما .. و يبقي لديه احتمال ان يصل المرج الجديدة .. و لو لم يكن فلينزل المحطة الأخيرة ..و ينتظر قطارا تاليا اليها .. لكنه لا يبادر أبدا بالفعل تاركا للاحتمالات حساباتها .. لا يريد او لا يعرف ؟؟ .. ابواق الانذار تدق .. والقطار القادم يقترب .. مثل الامطار بعد حريق في الغابات فاتك .. الزحام انتهي و البدايات البيضاء تبدأ .. لكن لا بدايات بيضاء أبدا .. لكل بداية بداية .. و الخطوات مرسومة .. و لمسات اليد المنسية لا تطيح بنا وحدها .. القطار جاء .. و فيه ما يكفي للشعور بالدفء دون الاختناق .. احب هذه القطارات .. و لطالما انتظرتها .. كاني اجد شيئا كان تاه مني .. كاني احضن عزيزا بعد طول غيبة .. كان قبضة حول قلبي تنفك .. كان للهواء في صدري مذاق لذيذ .. كيف و لم ؟؟ .. الجنون فاق الخيال و الغبار يطمر الاسطح المهجورة و الدنيا منتهية لا محالة .. لا يهمني .. لا يشغلني الآن شئ .. أعرف ما أريده الآن .. ألا يكفي هذا ؟؟ .. انظر الي الرجل الي جواري : دا المرج الجديدة
!!
.. ينظر الي .. ثم الي القطار بلا انفعال .. و يرجع لي عينان حائرتان
.. ألتقط الجريدة و الحقيبة و أنهض
.. أتركه خلفي و أتقدم ..
و أركب القطار

Monday, October 11, 2010

البداية

لكي تكتب جيدا أنت بحاجة للتركيز
.. و لكي تركز أنت بحاجة للاتزان
.. ولكي تتزن أنت بحاجة لازاحة التوتر الذي يثقل ذهنك
.. و لتزيح هذا التوتر أنت بحاجة لافراغ الشحن الذي يولده
.. و لافراغ هذا الشحن أنت بحاجة لبذل بعض الجهد المقابل خارج دوائر ذاتك
.. بحاجة للتضحية ببعض استقرارك السلبي لعمل أشياء لا تحبها ربما غير أنها قادرة علي امتصاص شحناتك الضاغطة
.. أشياء لا ترضيك بالضرورة بل تخدم وضعا ما او شخصا ما
.. او ربما هي لا تحقق شيئا علي الاطلاق
!!
.. و عندما تبذل بعض الجهد في سبيل ما لا تريده او تحبه
.. ستصبح قادرا علي كسب ما تريده و ما تحبه
.. فتحب و تعمل قليلا
.. و عندما تحب و تعمل قليلا
.. لن تعد بحاجة للكتابة