Tuesday, August 3, 2010

لم يكن هناك شئ

لم يكن ثمة شئ
.. لقد كانت فقط حرارة زائدة
.. اليوم الأخير من يوليو
.. ليست غريبة هذه النسمات الصباحية الخفيفة .. و لا السماء الباسمة بلا عنت .. انه يوم يوليو الأخير .. و ليس المساء مناسبا للحزن .. نفترق في منتصف الطريق .. آه .. المشاغل لا تنتهي و ليس لبدايتها ميعاد .. اتابع المغامرة وحدي .. أحاول أن أكف عن التوقع .. حتي تلذعني أخذة الانبهار .. أصل القبة .. و أعيش .. هذه الفرق المجتمعة .. و الآهات المشتبكة .. و الصلوات تشبك عصبياتنا المفنعلة .. طه و عيسي و موسي .. هل هناك شئ ما ناقص ؟؟ .. هذه الايقاعات المتداخلة تطمح للسلام حقا .. لكن ما هو السلام .. بين من يصبح هذا السلام ؟؟ .. تهتز اوتار قلبي في اللحن الأخير المألوف .. الكل في نغمة واحدة .. قوم يا مصري
.. اليوم الأخير من يوليو
.. و للقهوة مذاق اليوم .. شئ من العذاب يرتفع .. و قليل من الألم ينجلي .. الانفاس تتابع بلا جهد .. و الهواء يشق الصدور لا يحرقها .. فتفائل .. شئ من الحنق ينزاح
.. الرجل الواقف بباب الحافلة لا يحمل كيس قنابل فتاكة .. ليس سوي عامل بسيط يعود ببعض الفاكهة لاولاده الصارخين لرؤياه .. و الذي لكزك في كتفك لم يخطئ طريقه لانتزاع قلبك .. لقد كان يجاهد ليتشبث بأي شئ حتي لا يسقط .. كلنا نقف في نفس العربة نتمسك بذات السنتيمترات المعدودة .. ففيم الغضب .. جارك لم يختطف ابنك الوحيد .. لكنه فر مللا من محاولاتك نسخه صورة منك .. و حبيبتك لم تخنك حقا .. قل أنها لم تتحمل كل هذا الحنان الذي أغرقتها به .. بعض النسيم يهب .. فهل آن أن نزيح الأتربة الثقيلة عن مرايانا الخاصة
!!
.. انه يوم يوليو الأخير
.. و لا مناسبة للحزن .. تباشير الخريف تبشر باندمال الجروح .. و لا لذة عادت في البكاء علي آثارها القبيحة .. الألم لا يدوم .. فدع الزمن ينفخ الرماد الأسود الي مكان لن تعرفه أبدا .. و لا تقل ان الخريف ليس ملائما لاستقبال الحياة .. ألا يكفي أنه يطفئ هذه النيران ؟؟ .. لا تقل أنه يصبغ السماء ببرود كئيب .. أما يكفي أنه يحمل الأرواح المرهقة علي نسائمه الخفيفة حتي ترويها الامطار .. لا تكن جاحدا فتطمع في غير معقول .. أو أحمق .. فتسرف في تلوين الآمال
.. ألا يكفي أنه يوم يوليو الأخير
!!
.. و الباب الموصد بيننا لا يعني فراقا أكيدا .. انزل المحطة القادمة و انتظر .. سأركب القطار التالي و أنزل المحطة القادمة .. ابق في مكانك حتي لا تضيع مني .. ليس عسيرا أن نلتقي .. ما دمنا علي نفس الطريق .. فدعنا نتوقف قليلا عن انتزاع القلوب .. يوليو رحل .. و أنا لا أذكر آخر مرة أمطرت في أكتوبر .. اعتقد أني كنت صغيرا جدا .. لكن لا بأس .. دعنا نلتقط أنفاسنا و نري مواضع أقدامنا في مربعاتنا المحدودة .. دعنا نتحرك بنظام هادئ لا نحطم أضلعنا .. و لنوفر الشفرات لتقطيع الفاكهة لاطفالنا السعداء.. ألا تشعر بالنسمات اللطيفة في صدرك
.. ألم تصدق أنه لم يكن شئ هناك حقا
.. أنها كانت فقط
.. حرارة زائدة

سرسب .. عمر خيرت و سيد حجاب

No comments: