Tuesday, June 15, 2010

لأجل ساعات من النوم الهادئ

ليلة الأمس لم أستطع النوم .. مثلما يحدث دائما
.. نهضت من الفراش بعد ساعة تظاهرت فيها بالنوم .. راوغت فيها نفسي حتي أنام .. فسخرت مني كعادتها .. قمت يائسا .. أفكر في الأمر كالعادة كأني أجهل الأسباب .. و لا أصل الي شئ .. يغمرني ذلك الحزن المقبض .. تؤنسني الوحدة في قلب الظلام و الصمت .. و يبدو السكون ملائما لتقليب الأمور كلها .. عجيب .. في الاشارة المغلقة يومها شعرت به .. رغم أن أحدهم كان يهتف بأوكازيون صيفي .. و آخر يلوح بلعب للاطفال .. و أخري تدور بعلب المناديل .. يلون العرق الوجوه المجهدة .. و تخنق اللعنات الانفاس المتزاحمة .. و الزجاج الذي يفصلك عن العالم يذوب .. تنتظر ربع ساعة أو نصف .. أو ساعة .. دون جديد .. سوي انطلاقات مبتورة قصيرة للسيارات المحاصرة .. في طريق رئيسي تختنق الحركة به كهذا .. تضعك الاشارة المغلقة خارج الزمن .. و خارج الزمن لا أصوات و لا هتافات .. لا ملامح واضحة .. لا شئ سوي السكون .. تفكر .. لم لا ينحرف السائق الي شارع جانبي .. يتجاوز الاختناق في اشارة الشارع الرئيسي ثم يعود اليه بعدها .. لكن الأمر ليس بسيطا .. يمكنك أن تأخذ طريقا جانبيا هاربا من الحصار.. و تدور من شارع خلفي فتفاجأ به مسدودا كالطريق الرئيسي .. تأخذ طريقا آخر الي شارع أصغر متفرع من ذاك .. تحاول أن تدور به لتعود الي الشارع الأكبر و منه الي الطريق الرئيسي لكن .. حتي الشارع الخلفي الأصغر مصاب بنفس الاختناق .. فتخرج منه الي غيره ثم الي غيره ثم ...... تتسع الدورة .. و يتضاعف الجهد .. و تهدر الزمن تتخبط في الشوارع الخلفية دهرا .. تطوي أنفاسك اللحظات المتسارعة .. و تلهث في النواصي الفرعية .. تقدم كثيرا من التضحيات .. تأخذ ارشادات العودة كمقابل .. و تطول الرحلة .. فتنزف تضحياتك أكثر .. و تصبح التوجيهات رخيصة .. يختل الميزان .. و من يدري بعدها .. هل ستجد طريقك الرئيسي أبدا أو تعد تذكر مكانه ؟؟ .. هل ستتمني لو بقيت في الشارع الرئيسي .. رغم الاختناق و التعثر .. رغم السكون ..؟؟ !!
في قلب الليل أفكر في الأمر .. كلمت صديقي الصيدلي من أيام .. و فهمت منه كل شئ عن العقارات المنومة .. حتي المحظورة منها .. و اتفقت معه .. لكن .. لماذا لم آخذ منه احداها .. ؟؟ ..
يزعجني ذلك الحزن المقبض .. و أنا أراجع ما حدث طول اليوم و أقول .. غدا سأحكم قبضتي علي الأمور .. غدا ساسيطر علي كل شئ .. من بائع لعب الأطفال سآخذ جناحين كبيرين و أحلق بهما فوق الطريق المغلق .. و أصل الي ذلك الشاطئ البعيد لأراك
.. في قلب الظلام و الصمت أثابر .. و أجاهد للخروج من هذه المصيدة المتشابكة .. و رغم جبل الحزن علي قلبي .. لن أتناول العقاقير اليوم
.. يغريني أنك هناك ربما .. تحلم أن تخطو حافي القدمين علي الرمال الدافئة .. لا تبذل جهدا لاستنشاق الهواء .. تقول شيئا عن العمر الضائع في الشوارع الخلفية الحقيرة .. ثم تحكي بفخر عن رحلتك العبقرية الخاصة و أنت تلوح بجناحيك العظيمين .. ثم يصبح كل ذلك لا شئ بعدها عندما نتمدد سويا علي الرمال الحانية
.. نسلم أجسادنا لمداعبات المياه و لمسات الشمس الحميمة
.. نبتسم .. و بلا جهد أو معاناة
.. ننام